” الساخر كوم ”
رسالة من إنسان عادي يسمى ( مواطن ): حين يصبح الجناة أبطالا
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
رسالة من إنسان عادي يسمى ( مواطن ): حين يصبح الجناة أبطالا
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
تذكرت ذلك وأنا انظر إلى صورة ” كارل ماركس ” بملامحه القاسية ولحيته الكثيفة وعيناه الغائرتان ، تشبه لحد كبير ملامح الشيخ الذي عرفته ، وبدأت ذاكرتي تستدعي ذكريات أخرى لأشخاص يملكون نفس الملامح ، وكان الشيء المشترك بينهم جميعا هو ” اللحية ” ، واختلطت الصور بين شخصيات من التاريخ وشخصيات من واقعي ، وكلها كانت تتفق على أن ” اللحية ” لم تكن بالضرورة دليل التزام ديني واقتداء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم تكن التماثيل التي صورت لنا فلاسفة الإغريق وبعض حكماء الشرق الآسيوي بلحاهم الكثيفة لم تكن تشير إلى أنهم ينتمون إلى نفس الدين أو أن لحاهم دليل التزام بأي ديانة وخصوصا ” كارل ماركس ” الشيوعي . ومع ذلك ظلت اللحية دليل عنصر مشترك واحد ، وهو الاحترام ، وما من مرة صدف أن قابلت شخصا ملتحيا إلا واظهرت له الاحترام بطريقة عفوية لا تحتاج مني للتفكير مطلقا فيما إذا كان الشخص ملتزما دينيا أو عالما فقيها ، هو شعور فطري تجاه هذه ” اللحية ” كرمز وقار ونضج يميز الرجل . قد يخالفني الكثير في ذلك ، ولكنني متاكد من شعوري الذي صارحت به أصدقاء آخرين وأكدوا لي حقيقة الأمر ، فكم من شخص ملتحي اكتشفنا أنه غير ملتزم دينيا إن لم يكن بعيدا كل البعد عن أبسط مظاهر الالتزام ، ومع ذلك في حضوره كان منظره يؤخرنا كثيرا في تردد ما بين احترام وخوف وتوتر وحرص قبل البدء في تجاذب أطراف الحديث معه بكل أريحية ، ومن ثم اكتشاف ما لديه قبل الحكم عليه ، وفي جميع الأحوال لم يكن احترامنا له خسارة ، فهي من الآداب العامة لكل من نقابلهم ونجلس معهم .
إن اللحية في حياة الإنسان الرجل لم تكن محتكرة على الملتزمين دينيا فقط حتى على مستوى الأديان الأخرى ، وقد يفاجئنا بأن عدد من الرهبان في المسيحية يطلقون لحاهم ، بل كانت تمتد إلى كل رجال العالم في المجتمعات القبلية ، او المجتمعات الارستقراطية ، والعلماء والمفكرين ورجال الدين وحتى البسطاء الذين يحافظون على قيمة الرجولة في أقصى مظاهرها ، لذلك وجدت أن الدين الإسلامي لم يختر مظهر ” اللحية ” ويسن اعفائها ، لمجرد جعلها نمطا ونسقا يخص المسلمين ، ولكن لأنها فطرة ارتبطت بقص الشوارب والمحافظة على مظاهر معينة تخص شعر الوجه ، فطرة تولد الاحترام كخلق جدير بالأخذ بين الناس ، والفطرة هي أهم المباديء التي حرص الإسلام على المحافظة عليها ليظل الإنسان في طبيعته محافظا عليها .
اللحية مظهر فطري يناسب الرجل ولعلها تتناسب طرديا مع تجربته في الحياة وتجعله يظهر بشكل يثير الاحترام في نفوس الآخرين . ولا أدري لماذا كنت أخاف واحس بالرهبة في طفولتي ، واظن أن هذه المشاعر هي انعكاس بسيط ومشابه للاحترام الخاطيء ، الذي يكون احكام مبدئية غير حقيقية ، بعضها يجنح لتهمة التشدد وجعل اللحية دليلا على العنف في الرأي وفي الاسلوب ، وهذا أمر غير حقيقي ، هو فقط انطباع تكون من خلال تطور الإنسان خلال تجاربه في مراحل نموه ، ومن ثم وجد نفسه في واقع إعلامي واجتماعي يفرض هذا الحكم اعتمادا على الأحداث التي خرج بها الملتحين ، وجعل اللحية دليلا على تشابههم ، حتى أن البعض أصبح يخاف من الوقوع في دائرة الاتهام بالتشدد لمجرد أنه ملتحي ، في حين أنها تصرف فطري يمارسه كل البشر على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم . لقد خلقت الاحداث لنا انطباعا خاطئا وجعلت الناس تقع في مرض نفسي جديد هو الخوف والرهاب غير المبرر ” فوبيا اللحية ” وربطها بالإرهاب والإرهابيين لكثرة تلك الصور التي تعرض ليل نهار للمتشددين في حين أن الآخر المعتدل بدأ يرفض اللحية اطلاقا ليكون مختلفا حتى في الشكل ، مما جعل الناس تبدأ بالتصنيف حسب هذا المظهر الفطري الذي لم يكن يوما دليلا على ما يملكه الإنسان من فكر أو رأي سواء كانت معتدل او متطرف ، وإنما تخلق انطباع بسيط يميز الرجل ببعض الوقار والاحترام . ولعل البعض يقول أن هناك ملتحين لا يملكون من الرأي والفكر شيئا يستحقون به الاحترام ، ولكن مع ذلك هو مظهر عام يولد الاحترام كممارسة أخلاقية يستحقها الجميع باختلاف مستوياتهم الفكرية ، ويظل الاحمق محترما في نظر من حوله ما دام صامتا حتى يتكلم ، وكذلك اللحية يجب عليها أن لا تتجاوز الانطباع البسيط الذي تحققه في النفوس ، ويترك الإنسان يدلل على نفسه بما يملك من فكر أو خبرة او نضج حققه من خلال تجاربه في الحياة . فوبيا اللحية جعلت الناس ينقسمون في احكامهم وآخرين يتطرفون في مظاهر نفي هذه الاحكام وإثباتها ما بين إعفاء للحية وحلق لها ،حتى أصبح الفكر مخنوقا بهذا المظهر الفطري البسيط .
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
ما من قضية تتم إثارتها في وطننا العزيز، حتى تصبح قضية ذات أبعاد إقليمية ودولية، ويصبح للجميع حق المشاركة في الاقتراح والتنظير حول هذه القضية، وفي نظري أن هذا الأمر يعطيني فكرة عن مدى أهمية وثقل دولتنا في المجتمع الدولي، وكيف أن دولتنا تؤثر على أغلب الكيانات الأخرى سواء المجاورة أو البعيدة، أو تلك المتعاونة والمرتبطة بنا سياسيا واقتصاديا. وخارج الوطن يستطيع المواطن السعودي تلمس هذا الأمر وملاحظته. قضية سعودية داخلية بسيطة وذات أبعاد خاصة بالمجتمع السعودي، تصبح بقدرة قادر عنواناً يتصدر كل وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. ولم أعد بحاجة إلى تتبع الأخبار عن الوطن فهي تصلني حتى من سائق التكسي الذي ينقلني من الجامعة إلى المنزل ؛ كما حصل لي بعد يوم دراسي شاق في الجامعة، خرجت وركبت سيارة أجرة يسوقها مواطن أردني، وكعادة السواقين هناك، بدأ بالسؤال هل أنت سعودي؟ ولم يكن ينتظر الإجابة كما توقعت، بل كان فقط يريد جذب انتباهي لكي يتحدث عن موضوع أو يثير قضية معينة، والجميل في هذا البلد، أن سواقي التكاسي، ليسوا دائما ذوي ثقافة محدودة، فربما تفاجأ بأنك تركب مع حامل شهادة سياسة أو قانون أو أدب أو علم نفس، والكثير الكثير من الشهادات والعقول تشرفت بالتحدث إليها.
وعند أول إشارة مرورية توقفنا، ونظر السائق إلى جواره. وأطلق تمتمة من فمه. كانت تشبه الضحكة المكتومة. وهذه إشارة لجذب انتباهي، إعلان لبداية النقاش – كما تعودت -، حولنا ما يقارب الست سيارات تقف بجوارنا وخلفنا وأمامنا، أربع منها يقودها (أربع نساء)؛ إحداهن متحجبة ومعها أولادها في زي المدارس. وأما الأخريات فكن بدون حجاب. سبحان الله كيف تناسب الموقف مع القضية التي سيبدأ بالحديث عنها السائق. وكانت القضية التي اعتقدت؛ بعد أن ضج بها وطني لابد أن ينتقل الضجيج إلى الدول المجاورة، فنحن دولة يقاس ما نفعله فيها على أنه استسلام لنفس الظروف التي استسلمت لها المجتمعات الأخرى من حولنا، وأحيانا تكون هناك نظرات متسائلة : هل أنتم أكثر فضيلة وشرفا منا ؟، هل رجالكم أكثر غيرة من رجالنا ؟، هل نساؤكم أكثر شرفا من نسائنا؟.
ومن المؤسف جدا أن إجابة (نعم) هي النظرة التي يمثلها الكثير من أبناء هذا الوطن لمن يقابلهم في المجتمعات الأخرى. فكم من مرة أخذ يتحدث أحد المواطنين بنظرة دونية عن بعض الممارسات في دول أخرى مجاورة سواء عربية أو خليجية. متجاهلا حضور أحد الأصدقاء والزملاء المحترمين من تلك الدولة. ويصبح الموقف كأنه طعن مباشر وصريح في أعراض الآخرين. وكم من مرة سألت : لماذا نفعل ذلك؟
كانت تلك هي الأسئلة الفعلية التي باشرني بها السائق بجواري، بدأ يضرب الأمثلة بما حوله من سيارات ومن نساء يقدنها، وكيف أن تلك التي لا تلبس حجابا لا أحد يتعرض لها، ولا أحد يوقفها لينتهك عرضها، تماما كالأخرى التي تلبس الحجاب، وأن كلاً منهن اختارت طريقة لبسها وحياتها بغض النظر عن قيادة السيارة، وكانت هناك سيارة أخرى تقودها امرأة وبجانبها رجل كبير في السن يغلب البياض على لحيته، لم يدعهم هذا السائق إلا وأشار إليهم كمثال على أن المرأة التي تقود يمكن لها مشاركة الرجل ومساعدته. كان الحديث من طرف واحد، ولم أشارك إلا بسؤال واحد: ما هو تخصصك؟.. فأجاب بأنه يحمل إحدى الشهادات التي ذكرتها سابقا. وعدا هذا السؤال، فأنا أحتفظ بكل ما لدي حتى أعود للوطن، فالمجالس هناك تنتظر الكثير من الأحاديث، والجميع مشغول بقضية قيادة المرأة للسيارة، من مجلس الشورى حتى مجلس شباب الحارة.
قضية قيادة المرأة للسيارة، أصبحت هاجساً إعلامياً وارتبط بقضايا اجتماعية وسياسية، ولن أقول دينية، لأن الدين هو العنصر الرئيسي في إثارة كل تلك النقاشات.
أفكر بكل هذا وكيف نستهلك الاستشارات والمحاورات والمناظرات، من أجل قضية ذات بعد شخصي، هناك من يريد وهناك من يرفض، إذن الصيغة التي يجب أن تطرح هي كيف لنا تحقيق رغبة أحدهم واحترام رغبته، مع الاحتفاظ برفض الآخر واحترام رفضه. ما هي الوسائل التي نلزم بها جميع الأطراف على احترام الاختلاف في الخيارات، ما هي العملية الاجتماعية والأمنية التي توفر معادلة متوازنة تضمن الحريات الشخصية.
تلك هي القضية المطروحة وليست قيادة المرأة.
الإشارة الخضراء تعلن انتهاء النقاش – رغم أنه من طرف واحد – وأنتهي أنا من التفكير وأتابع تلك السيارات تتحرك إلى الأمام. ويقول السائق: إن المرأة أكثر التزاما بقواعد المرور من الرجل، ومن المفروض أن نقدر لها هذا الأمر ونغير الإشارات الحمراء إلى لون الورد.
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
السعودية و اسرائيل ، المبادرة مع الداخل قبل الخارج
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
نحن لا نعتبر الأدب مقصورا على المقبول ، وتركه في محل الحكم والقياس حسب الجزئيات الخاصة لكل مجتمع متفاوت في فروقاته وتفاصيله ، بل هو عملية تكاملية تقترن باتساع أرجاء الخلاف لفتح كافة الإمكانيات وتوسيع قاعدة الاحتمالات التي يمكن للإنسان استخدامها في بناء عالم افتراضي ورسم قيم خيالية مثالية تعني بفصل الواقع عن المستقبل وإبقائه قادرا على خلق المفاجأة .
ولو دققنا النظر في الأدب من حيث الاستساغة والقبول ، سنجد أن أهم أركان الأدب عالميا هي كونه شاذا في عملية التقاطه للصور والتفاعلات الإنسانية ، والتركيز عليها بطريقة تثير الفوضى وتجذب الانتباه ، بمعنى أن لولا الاختراق لكل القوانين الإنسانية في معظم الأحوال ، لما كان للأدب مكانة سوى في الكتب التشريعية ، ولكان مغلقا على حدود التعامل السلوكي المسموح به بعيدا عن أي محاولات لاختراق العادة وكسر الأنماط الاجتماعية التي يعتادها المجتمع ويسلم بها .
وحالة الرفض دائمة ومتتالية في كل مراحل الأدب تاريخيا ، ولم يكن الآدب يوما محل قبول عام وشائع باعتباره طريق خلاقة وقادرة على المساعدة في التطور والتحضر الإنساني ، لذلك فهو عملية تكاملية تنشأ رغم الرفض ، بل إن الرفض يجعلها أكثر إثباتا للدلالات التي تحاول تجسيدها من خلال محاولات التغيير والتحدي التي قد تنشأ في عقل الأديب والمفكر . وهذا ما يجعله تكامليا وشموليا في احتوائه لنفسه ، فنجد الأدب سرعان ما ينغلق على مراحله المتوالية ليواد شعورا بأن ما سبق اكتشافه لم يعد محلا للنزاع ويشرع الأبواب لطرق جديدة بحسب الظرفية الخاصة لكل مجتمع وكل حاضر وواقع في حينه .
ولا أجد مبررا يجعلني أستثني أدبا وأعتبره أجمل من غيره لمجرد المنهجية المتخذة فيه ، ورغم الأحكام والقياسات إلا أن الأدب لم يعنى يوما بقبول المسلمات القانونية التي وضعها المجتمع أو نزلت بها الرسائل ، ولو اعتبرنا هذا العنصر في حياة الإنسان لأمكننا أختزال كل الحضارة الإنسانية وثقافتها بالكتب السماوية فلا يصبح هناك أدب غيرها ولا يمكن خلق أدب مثلها .
إن السيء والجيد والرديء والمفيد والحسن والقبيح ، كلها مسميات لا تمنع الاستمرار في الإضافة إلى شمولية الأدب الإنساني ، ولكنها تحتوي عناصر أخرى يمكن البناء عليها من خلال القراءة داخل هذا الأدب وجعله مثالا تتجلى فيه إمكانية اعتبار سلامة الاحكام وصحتها على المجتمع ، ولهذا فالأدب حتى في أسوأ أهدافه ينقلب ضد صاحبه فيما لو كان يقصد به الإساءة ، والسبب في ذلك أنه يطبق نظرية انتاج الطاقة بطريقة التصادم للجزيئات ، وهذا يجعل كل إنسان يفكر بأن الكلمة هي جزء صغير والذهن مفاعل يحركها نحو الاصصدام بكلمات تمثل أفكار أخرى لتنتج طاقة ، ومن بعد ذلك فتلك الطاقة الفكرية والذهنية تصبح خارج عملية التحكم االذاتية ويترك أمرها للمسبب الرئيسي للتفاعلات وهو الإنسان بمجمل تفاعلاته العقلية والعاطفية .
الأدب الإسلامي :
فيما لو اعتبرنا هذا المصطلح مقترنا بضرورة المرحلة الظرفية الخاصة ببعث الرسول صلى الله عليه وسلم ، سنجد أن هذا ينفي الامتداد التاريخي المبني للأدب الإسلامي على عنصر اللغة المشتركة مع مرحلة الجاهلية ، ولو جعلنا مصطلح ( الإسلامي ) يتوسع في مفهومه على القياس الخاص بهذه الشريعة وتقييمه لما تطرحه القرائح العقلية الأدبية . سنجد أن المرحلة التاريخية الجاهلية تدخل كامتداد اصلي لفترة الأدب الإسلامي فيما لو تذكرنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
ولو نفينا حقيقة أن المرحلة الإسلامية كانت مشرعة الأبواب من كل الاتجاهات قادرة على احتواء كل العناصر الظرفية المكانية والزمانية ، سنجد أننا نلغي فترات كبيرة من هذا التاريخ الأدبي لمجرد كونه ثقافة أتت من الشرق أو الغرب الذي شكل توسعا إسلاميا في احتواء المنطقة المعنية به . ولو افترضنا أن الأدب الإسلامي يمنع بالضرورة وجود أي انتاج أدبي مخل بالأحكام الشرعية ، سوف نعتبر كل ما أنتجه ابو نواس قبل زهده غير خاضع للتصنيف ، وما بعده يعتبر أدب إسلامي .
ولكن الأدب كما قلنا لا يمثل في مراحله أي عناصر قياس وتقييم تعتمد على الأحكام الاجتماعية والعرفية والفطرية ، ولا يعتمد على أن يكون مفيدا وصالحا في حد ذاته ، هو عملية تعبير من المفروض أن ينطلق بها صاحبها عن مصارعة الواقع لمجرد الاختلاف عليه ، وإنما لإيجاد استمرارية التساؤل والإنابة عن الكثير ممن يعجزون عن التعبير بنفس المستوى اللغوي الذي يخلص حالات صادقة رغم وقوعها في كثير من الأحيان في مساحات الخيال والتصور المبني على أجزاء مقتطعة من الواقع ومرتبة بطريقة تنافي المنطق المتعارف عليه والسائد .
العرض والطلب :
العرض للأدب هو ما يوقع أشد أنواع الخلاف من ناحية القبول والرفض ، وفي مجتمعات جزئية وصغيرة وذات نمط خاص نجد أن العرض يجد مقاومة شديدة عندما يحاول اختراق ذلك المجتمع ، رغم أنه مباح في مجتمعٍ موازٍ ومقابل ويتكامل مع هذا المجتمع الرافض ، لكن الأدباء في أغلب الأحيان يجنحون للتحدي كمادة مولدة للإبداع ، ويرون أن الرفض زاد يبقيهم في ميزان الندرة الإبداعية ، ولذلك من الطبيعي جدا ان يتكون لدنيا سلوك أدبي وإبداعي نتج عن مثل هذا التطور في الأدب الإنساني .
لكن المشكلة التي يخلقها المفكر والأديب هي عملية تسويغ ما يقوله باعتباره جائزا ومبررا ، وأن الصواب الذي بنى عليه إبداعه مقترن بذاتيته الفوقية وقدرته على اكتشاف جوانب عجز كامنة لدى القدرة الكلية للمجتمع ، وفي هذا تجني من المبدع والمفكر ، لأنه يفترض أن خروجه صدفة ولم يكن في أساسه مبنياً على ما حوله من محيط اجتماعي اقترن به اعتباره شاذا .
ولو أردنا تتبع كل إمكانيات التبرير المحتملة والتي يمكن للأديب والمبدع استخدامها سنجدها تنافي الفكرة الأساسية من وجود التشريعات ، لأن المنطق أداة عقلية تنافي في كثير من الأحيان التصرف الفطري النفسي الذي دأبت الأمم المختلفة على احتواء نتائجه السئية من خلال وضع الضوابط والقوانين .
الحلال والحرام :
إن إكثر الجدليات التي نشأت على أساس هذين الاصطلاحين هما في خلال التشريع الإسلامي ، والذي وجدته مقترنا بتصرفات غير منطقية من قبل المبدعين والمفكرين ، وهي عملية الدخول في تبريرات ترفض حكم المجتمع وتحاول جعل الاتهام براءة مبررة من خلال استخدام نفس القدرات العقلية لمراجعة الثوابت وربما الفروع المختلف عليها ، ولو تفكر الأديب والمبدع قليلا لاكتشف أن المنطق أداة منافية لإمكانية إيجاد تشريع حاكم ومقيم لحياة الإنسان ، والتتبع لمظاهر الإثبات التشريعي للأديان السماوية يجعلنا نتوقف عند خاصية المعجزات التي أثبتت صحة التشريع من خلال إحداث المستحيل ، لكي يتعطل العقل الإنساني عن ملاحقة الأسباب المنطقية ويجازف بانحراف مسار شائع من المفيد بقائه لصالح المبدع كقياس لندرته ، ولصالح المجتمع لإبقاءه متسائلا عن الجوانب الخفية في السلوك الإنساني والمقيدة بالتشريعات .
ومن العبث بما كان أن يتجه الأديب والمفكر إلى تبرير ما ينتجه ليجعله سائغا ومباحا لدى المجتمع ، والسبب في ذلك أن الأمر ليس تهمة بقدر ما هو رفض وإنكار يمنع تكرار الأحداث السيئة ويرجح الصلاح العام في سير المجتمع خلال الحياة . ولو فرضنا أن أحدهم يريد تبرير التعري أمام الملأ ، من السهل منطقيا التقاط اجزاء مبررة ويحاج بها الجميع ، وهي أن كل أجزاء جسمه وعورته هي أجزاء حقيقية والجميع يملك مثلها ، ولكن السلوك العام والتحضر يرفض هذا بالفطرة ، والفطرة ليست محل نزاع منطقي ، وتظل خفية في دفع وتحريك مظاهر المجتمع .
العهر الممكن والعهر المستحيل :
يقال أن حتى العهر يمكن القبول به متى تجمل وقدم نفسه بطريقة تجذب الانتباه ولكنها لا توقع التأثير المباشر ، ولو احتكمنا إلى قياسات العهر على مستوى إنساني شامل ، سنجد أنه يختلف في صوره ، لدرجة أن مجتمعا كاملا يعتبر عاهرا بالنسبة لمجتمع آخر ، يوجد داخله قوانين تمنع العهر وتطلق اتهام العهر على أقصى الحالات التي تنشأ داخله ، ومن السخرية أن ينطلق المسلم مثلا في حكمه على مجتمع كامل بالعهر ، ليكتشف أن ذلك المجتمع أيضا لديه قياسات مختلفة لهذا العهر . وهذا ما يجعلني أتسائل هل الأديب مسؤول عن ما يحيط به من قياسات كي يدافع عن نفسه ويرفع من قيمتها وهو يعرف في الحقيقة أنه اخترق أقصى القواعد وتجاوز الخطوط الحمراء ، أم أنه في حالة من النشوة تجعله ينسف بكل القيم المتعارف عليها لمجرد خلق مساحة خاصة به يضم إليها المعجبين به ، مع أن شهرته التي تحققت هي المساحة الكاملة لإبداعه وأدبه الذي انتجه ، سواء كانت شهرة سيئة أو حسنة .
وما استغربه أن العقل والفكر يمكن له أن يخلق عهرا فوضويا بعيدا عن خصائص وتفاصيل الجسد وما يرتبط بها من مظاهر جنسية ، والكثير من الأفكار قد تسبب عهرا في الفكر الإنساني يجعله يشطح نحو جوانب هدامة ومضرة بالتطور والتحضر الإنساني ، لكن العهر ارتبط فقط بهذا المفهوم ولم يتجاوزه نحو شأن ذي قيمة عقلية لا جسدية . ولو راجعنا بداية الخلق والتكوين سنجد أن الإنسان أغفل المفهوم العقلي في قصة نزول آدم عليه السلام إلى الأرض وارتكز على التأويل حول المؤثر الذي أنتج الحدث ، وهو أن أكل الشجرة أدى إلى انكشاف العورة ، لكن الفكرة العقلية هنا أن التجاوز هو الذي انتج العورة رغم أنها لم تكن ذات مفهوم واضح وصريح ، والشعور بالذنب الناتج عن هذا لم يكن سببه معرفة حدود العورة وتفاصيلها ، ولكن بسبب الخيانة الناتجة عن عدم الالتزام بالأمر وتجاوزه عن طريق الاستجابة للمثيرات والإغراءات .
يجعلني هذا الأمر أتوقف عند خلق تعاريف العهر ، لأجدها تنساق في سطحية الفهم الإنساني مما يجعلني أبرر توافد الشرائع السماوية في محاولة لتقنين هذا المفهوم وتجاوزه نحو أمور عقلية ذات إنتاجية أهم لحياة الإنسان ، وبعكس ما يعتقده بعض الأدباء من أن تسليط الضوء على هذا الجانب هو ما يخلق التفاعل ويحرك العاطفة والتفكير ويطلق لها العنان في حين أنه يعيد تقييدها في سطحية هذا المفهوم الذي لم يكن سوى مؤثر لحدث أعم وأشمل في مفهومه من مجرد كشف العورات والانسياق وراء الأوصاف التي تزيد في التفاصيل نحو النواة حتى يكاد يختفي الكيان كاملا ، في حين أن ما يقوم به الإنسان من اتباع للغرائز يقترن بالمحافظة على النوع كعامل ثانوي وليس رئيسي .
الأدب الحلال :
الحدود متفاوتة بحجم الخلافات التي نشأت خلال تطور الدولة الإسلامية وما فيها من تفرعات كان للبعض من الفقهاء فيها مراجعات كبيرة وواسعة على الأدب وأصنافه ، ولا اعتقد أن هناك أمرا جديدا لم يتطرق له الأدب القديم سواء بالكيفية أو الكمية التي تحد جوانب التجاوز من عدمه ، لذلك كان الأدب الحلال مفهوما بسيطا في اعتباره الأصلح لتقبل واستساغة العامة من الناس دون المزايدة على ضرورة الخروج عن المألوف لخلق أدبٍ مغايرٍ يمكن إنتاجه بطرق أقل إثارة وفوضوية مما يمكن للتجاوزات خلقه ، ولو لاحظنا أن الأديب الذي يبالغ في المؤثرات السطحية والهامشية والتي تحاكي العاطفة والغريزة ، يشل انتباه القاريء والذي الهدف المستفيد من الأدب ، ويجعله مقيدا باتجاه بؤرة بسيطة حتى الطبيعة تثقف الإنسان بخصوصها كما تفعل للحيوان . في حين أن العقل أكبر أداة يمكن التركيز على إثارتها نحو العمق الحقيقي والذي يحتوي على كل الإمكانيات الخلاقة بعيدا عن مسائل التزاوج والجنس التي هي مرتبطة بكونها آلية محافظة على النوع ، وليس العكس وهي المحافظة على النوع من اجل الجنس ، واقصد بالنوع هنا الإنسان . لذلك يمكن للطفل الصغير خلق مفهوم واضح وصريح عن الأدب الحلال ، وهو ذلك الذي لا يقترن بكشف السوءات وإثارة الممنوع ، حتى أن الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بذلك النوع من الأدب لا يختلفون على كون ممنوعا ، كما يتفق الجميع على أن المخدرات مخربة للعقل ، ومع ذلك قد تجد من يتعاطاها رغم معرفته بنتائجها ، ولا يحاول تبرير فعلته ولا يحاول رفع قيمتها لتصبح من القيم الثابتة والمباحة داخل المنظومة الاجتماعية ، وقد تجد رجلا يدخن ولكنه يحذّر أبناءه من التدخين ، هذا الأدب الحلال لم يكن يوما مقترنا بالكثير من الفقهيات لدى العامة ، بل منتشر بالضرورة الفطرية الناشئة داخل كل كائن إنساني ، يستطيع فهم ماهو مباح وغير مباح .
الحرام المؤدب :
يقال أن الحرام يمكن شرحه والإسهاب فيه بهدف التعليم ، وهذا مبرر يؤخذ له في عدة اوجه مثل لا حياء في الدين ولا حياء في العلم ، فهل يمكن القول ولا حياء في الأدب . ؟
إننا هنا نركز على الجانب الآخر من التساؤل ؟
الدين
العلم
الأدب
ونعترف بصحة الجزء الآخر دون تدقيق والذي يصبح رسالة ذهنية مستقرة وصالحة للاستخدام في أكثر من مناسبة وهو ( لا حياء ) .
فهل يمكن خلق حالة من اللاحياء ، هنا التساؤل الحقيقي ، هل يمكن لأي إنسان مهما كان المبرر أن يعتبر هذه الجملة قابلة للاستخدام حرفيا بحيث تطابق حقيقة الوصف اللغوي لها داخل الطبع الإنساني ، هل يمكن للإنسان أن ينتزع الحياء لمجرد أنه يشرح او يكتب او يمارس أمرا في الدين أو العلم أو الأدب . هذا الأمر مشكوك في صحته ، وإنما تم إطلاق هذا النداء كعامل جذب يقلل من حجم المشكلة التي قد تحدث في حال أن الجميع لم يستطيعوا تجاوز الحياء للحظات من أجل تحقيق مصلحة وفائدة اهم واعم ، وهذا ما يجعله نداء خاضع للضرورة ولا تخضع الضرورة له ، بحيث أنه لم يعد يعتبر قياسا حاكما لأن الدين والعلم والأدب أصبح شائعا والإقدام عليه لم يعد مقترن بالخطوط الحمراء الكثيرة التي كانت ولم تعد الآن ، وهذا ما يؤهل رؤيتنا لهذا المصطلح على أنه وقتي وظرفي حين كان الناس يركزون على الحياء لدرجة تعطيل جوانب دينية وعلمية وأدبية ضرورية .
ولا اعتقد أن حتى أولئك الذين يمارسون الأدب أو العلم ، يستجيبون بشكل كلي لهذا المفهوم ، إنما يرسلونه بطريقة عرض مؤدب يجعل المجتمع يتقبل عملهم وأدائهم باعتبار أنه ضرورة لا يمكن للجميع ممارستها . ولكن ما يحدث الآن أن الناس تأخذ بهذا كمبرر وتقيمه حدا لصلاح كل الأفعال المتجاوزة لقياس الفطرة الطبيعي لدى الإنسان المتحضر والمدني بطبعه .
لم انتهِ ولكنني اكتفيء بهذا مؤقتا ….
تحياتي
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
إسرائيل أصبحت منذ معاهدة كامب ديفيد واقع مؤثر في المنطقة ولا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط تجاهل حقيقة أن هذه الدولة إن لم تكن هي الحدث فكل الأحداث الأخرى تأتي على ضوء وجودها ، حتى حروب العرب فيما بينهم ؛ كانت إسرائيل عنوانا لأي أزمة عربية تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية مع دول العالم الأول . لحقت الأردن وقطر وموريتانيا بمصر و أسست وكشفت علاقات واضحة وعلى مستوى كبير من الشفافية مع هذه الدولة، حتى أن قضية فلسطين منذ اتفاقية أوسلو أصبحت مرتبطة ببنود صريحة حول الاعتراف بإسرائيل كدولة والجلوس معها على طاولة المفاوضات.
الجامعة 22 دولة عربية ، تجتمع في دورات مختلفة وقمم طارئة ، يكون محاورها في المعظم هي قضية إسرائيل وفلسطين ، ونرى أن الدول العربية تجلس على طاولات الحوار في غياب عنصر القضايا وسبب المشاكل ، فتكون الخطابات والقرارات صادرة من جانب أحادي مبنية على تصرفات فردية لدول أعضاء قامت بدور المندوب والسفير بجامعة الدول العربية .
الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأكبر لأغلب الدول العربية والإسلامية، تتدخل دائما بصيغة المتحدث الرسمي والراعي الأول لمصالح دولة إسرائيل. وبذلك فأن التحالف العربي مع الولايات المتحدة الأمريكية يجبر الجامعة العربية على أن يكون لها مسودة أعمال وأجندة تتوافق مع الخيارات المطروحة من قبل الحليف المشترك بين الدول العربية وإسرائيل. ويلحق برأي الولايات المتحدة الرأي الدولي الفعال والمؤثر لحلف الناتو والاتحاد الأوربي ومجموعة الدول الصناعية ، وتكون التفاوت في مستوى التوافق بين أراء تلك التحالفات مع الولايات المتحدة الأمريكية ، بحسب مستوى المصالح المشتركة لتلك الدول في منطقة الشرق الأوسط .
دعونا نحاول التفكير بمنطق ماذا لو.
وأردنا تكوين صورة مختلفة عن الواقع الراهن ، بإلغاء العناصر الأقوى المحركة لكل أحداث المنطقة . وقلنا ماذا لو لم تكن هناك إسرائيل. ؟
هل كان من الممكن أن يكون هناك جامعة دول عربية.
نترك هذا السؤال وننطلق إلى محور آخر مهم ؛ إيران كان محركا أيضا لسياسات منطقة الشرق الأوسط ، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تتفاعل معه بفعالية كبيرة ، وتضع له الكثير من الحسبان في خططها ومشاريعها الخاصة بالمنطقة ، وبالطبع فإن الشريك الاستراتيجي في هذه الخطط على مستوى منطقة الشرق الأوسط هو إسرائيل . لذا كانت إيران عاملا خفيا في نزاعات الشرق الأوسط ، يخرج متى وجد له الفرصة المناسبة ، ويحاول إيجاد طرقة تجعله شريكا في القرارات الخاصة بالمنطقة .
ومن جانب آخر نجد إيران ظلت بعيدة عن شؤون المنطقة ، ويتم التعامل معها كشريك خارجي من قبل جامعة الدول العربية ، وتكون المفاوضات معها بصيغة العلاقة المشوبة بنوع من الحذر ، ونلاحظ من ذلك أن إيران أيضا غائبة عن طاولة المفاوضات والنقاشات التي تقوم بها جامعة الدول العربية ، ومع ذلك تظل مؤثرة من الخارج وتمد يديها نحو كل الأحداث عن طريق مصالحها المبنية على الأساس العقدي ، والذي يشكل مفارقة واضحة وجلية في كون إيران مرجعية للأقليات الشيعية في بعض الدول العربية . ومن ذلك ما يحدث في لبنان والعراق، فهي ذات يد عليا في إثارة وتوجيه كل الأحداث هناك.
إذن إيران وإسرائيل عنصران حقيقيان وواقعيان، ولهما عمق تاريخي في نزاعات المنطقة يشكل محاور أساسية في معظم الأحداث، وعليه تبنى الكثير من المواقف. وإيران غذ تدخل المساحة الدولية وتربك المجتمع الدولي بقضية المفاعل النووي ، فهي فقط تضع نفسها في مستوى الطرح الإسرائيلي القوي والمؤثر ، وتطالب بحصتها المنطقية من المشاركة في القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط .
ومع ذلك نرى أن إيران وإسرائيل، بعيدتان كل البعد عن الواقع السياسي العربي، ويتم اعتبارهما دخيلان يجب المقاربة منهما عن طريق علاقات استثنائية ومشوبة بالحذر والحرص.
لا جديد في كل ما قلته ، والولايات المتحدة الأمريكية ، عندما تشير وتلوح بسياسة شرق أوسط جديد ، هي فقط تريد إشراك إسرائيل وإيران بشكل مباشر في شؤون المنطقة ، وعدم اعتبارهما دخيلان وأطرافا في مواجهة واضحة كجبهات نزاع لها الحق في الدخول من الباب لا من النوافذ .
فهل يمكن لنا القول أن الولايات المتحدة الأمريكية ، بدأت ترسم ملامح جامعة شرق أوسطية ، تضم إسرائيل وإيران فيهما بجانب الدول العربية . وإذا كانت الدول العربية تتجاور في عضويتها مع هذه الدول في الأمم المتحدة، لماذا ترفض أن تتجاور معها بطريقة مباشرة عن طريق اتحاد إقليمي يختصر الطريق على القضايا في وصولها ناضجة إلى مجلس الأمن.
لم يعد السؤال هنا مطروحا عن حقيقة هذا التوجه الأمريكي، ولكن السؤال المطروح هو: ما هو موقف الدول العربية من هكذا جامعة.؟
تحياتي
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
وفي تلك الفترة كان ( اسمي ) كذبة كبيرة يجب أن اثبتها بصورة لإحدى أوراق الدفتر الأخضر ، ذلك الذي يضع اسم أبي في أوله ، ونحن نأتي في جداول ، تماما يشبه دفتر التموين الذي شاهدته يوما في فيلم مصري .
اسم وجدول مليء بأسماء الأصناف التي يمكن له الحصول عليها .
زوجتان وأخوتي و بالطبع أنا .
سمنة وزيت وسكر .
ذلك الدفتر كان ألما في القلب ، عندما أخرجه أظل أترقب اللحظة التي لا يشاهدني الملاقيف الآخرين في الفصل ، عجيب أمرنا ..! نقول أن العادة والتقليد مكتسبة ، كيف يمكن لمجموعة من الاوغاد في عمر السبع سنين أن يكتسبو مثل عادة البحث عن أسما الأخوات والأمهات . وفي كل مرة تدخل الفصل تسمع الجميع يبشرك عن شادي ، لقد عرفوا اسم أمه واخواته ، وشادي طفل من دولة عربية ، ما أن تسأله عن أي شيء حتى يجيبك .
لم يلقنه احد الكذب .
لم يقل له أحدا ، إذا سألوك عن اسم أمك أو اختك قل لهم شزراً ( مالكم دخل ) . ولا بأس من إضافة ( انقلع ) ، أو اللعب بذكاء ( قول إنت أول ) .
ولذلك كانت تلك الورقة من ذلك الدفتر ، تخرج في أقصى درجات السرية ، حتى أن أحدهم وضعها في ظرف وسلمها إلى الأستاذ ، الذي ضحك مليء فمه ونسف بكل إجراءات السرية ؛ حين قرأ ( جرادة ) ؛ هذا اسم اختك ،..؟ ويضحك .. ونضحك ليس لأن الاسم غريب ، فلكل منا مصيبة كتلك في عالمه ، اسم أشد وقعا على الأذن من ذلك الاسم ، ولكن نضحك على المفهوم العام ، على المنظر العام لناصر ، لقد عرفنا اسم أخته .
أسموها جرادة ، لأن إحدى العجائز أخبرتهم : ان لا طفل سيولد حيا مالم يلقبوه باسم قبيح ، فجمال تلك العائلة جعلهم موضع حسد ، هكذا سمعت الحديث بين نساء الحارة .
وفكرت ، هل يعني أن اسمي دليل على أنني قبيح ولا احد سيصيبني بعين حاسدة …؟
وظلت الأوراق تتساقط ، والعمر يرفعنا إلى السماء . ونحسب أننا سنمسكها يوما . ولم يحالفني الحظ لأكون أحد الأسماء الواردة في تلك اللوحة الإعلانية المسماة ( بطاقة عائلة ) .
وخرجت من الدفتر .
وأصبحت في قطعة بلاستيكية صغيرة وحيدا ( بطاقة الأحوال ) ، سألوني في الأحوال المدنية ما اسمك ( فلم اكتفي بـ ( إبراهيم ) ، بل سردت صفا من الأسماء يتوقف عند آخر المواطنين ، لا أستطيع ذكر جد لم يكن مواطنا ، هكذا اعتقدت ..!
ولم ألمس السماء ، ولم أقترب حتى .
ونسينا الأحلام العامودية .
وظللنا نتذكر كل شيء أفقي ، من عالم كان مليء بكل تصرفاتنا العشوائية الحمقاء ، نمارسها دون علم بخطاها او حتى ضررها على الآخرين ، كنا أطفالا كما يقولون _ وأشك في ذلك _ ، كنا نمارس ألعاب الكبار ، تلك التي لا يرونها ألعابا ، ومازال فينا بعضا من تلك الطفولة ، كذلك الذي أخرج جوازا للسفر لأول مرة ، فحين طلبوا منه مليء خانة ( اسم الأم ) والكل من حوله ينظر إلى القلم في يده ، والموظف يترقب حركة شفتيه ، الكل يريد الاقتناص ، رآهم كذلك فكتب ( سحر ) ، وعند الحدود لم يسألوه عن تلك الكلمة التي كان ينطقها في كل مرة يقدم فيها نفسه ، لم يسألوه عن نفسه ، لم يسألوه عن عمره ، فكل شيء ارتكبه فيه الىخرين مثبت بالتاريخ والتواقيع والاختام ، حتى الشبه الذي لم يختاره ، عينا خاله ، وانف عمه ، وفم جده ، وغباءه هو وحده .
سألوه وكان وحيدا على الحد بين عالمين ، يعتقد انه على وشك الخروج من مازق الاقتناص لأسماء الإناث ، فلم يهتم ، فلا أحد هنا غيره في السيارة ، سألوه عن علامة فارقة حين اشترك في اسمه مع آخر متهم بجرم ، سألوه عن اسم أمه ..!
قال : ( فاطمة ) .
ومن هي ( سحر ) ..؟
ومازال منذ ثلاثة أيام ، في احد السجون ، يفكر من هي ( سحر ) ..؟<O:p</O:p
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
والانحلال الذي يشار إليه كثيرا في هذا الجيل ؛ وكيف أنه بدأ يتصاعد نحو الأعلى مع اقتراب أجيال أخرى قادمة في الطريق ؛ عنوان يركز عليه الجميع ويجعلون منه حديث كل نقاش في تجمعاتهم الكبيرة والصغيرة . وكل ما في الأمر أن ظاهرة الانتقاد توسع انتشارها وبدلا من ان تكون داخل المجالس في هذا العصر الالكتروني والورقي المتزاحم بالمواقع والمجلات والجرايد ؛ اصبح الانتقاد حالة رفض علنية وانكار لامنيات صادرة عن ضمير يريد تجربة بعض مظاهر هذا العصر ، او رفض مطلق لظواهر هي اقرب لاقتراب النهايات الكبيرة .
وهل ستبتعد النهاية اذا حاربنا الظاهرة المؤكدة واخفيناها عن الأنظار ..؟
الكل يعلم أن هذا لن يحدث وان ما يجعلونه صفة جيل ليس سوى نبوءات سابقة لا يملكون تجاهها الا متابعة انفسهم فرديا بعيدا عن الدخول في عنوان الجيل العام ..!
تلك هي الجمرة التي لن تحرق الا الكف الحاملة لها
لا نملك المثالية والكمال الذي يجعلنا اسيادا للحق او للفضيلة . والفضيلة دائما اردد واقول انها طبيعة الفقراء عندما لا يملكون ثمن متع الحياة . وهذا الجيل الذي يرى كل الدنيا امامه اوسع واكبر مما كانت تراه الأجيال الماضية يعتقد أنه سوف يحقق طموحه لو ادرك بعضا من مظاهر هذه الحياة والتي ننفيها دوما بالتطلع الى حياة الآخرة كانها الجائزة الحقيقية .
وهذا التطلع البعيد الى حتمية ما بعد الموت يجعل الاحباط يتراكم في النفوس ويكبت الامنيات الصغيرة والكبيرة حتى تكاد تتلاشى بسرعة دون ان تطل من عنق الزجاجة . من يريد الجنة أيضا يريد وظيفة ومنزل وحياة رغيدة على أقل تقدير .
نخاف المجتمع ولا نبني خوفنا هذا على الدين او العادة . وكل مافي الأمر أن نكون مشابهين لواقعنا وعناوينه الرئيسية وذلك ما يجعلنا نتقيد بقوالب اجتماعية ليس لها اساس الا العادة في الممارسة والرتابة في التكرار .
ذاك الجيل حين انتفض من مرحلة اللانتماء وجد نفسه ينتمي الى وطن اكبر منه امتلأ بالتناقضات بين شرائحه الاجتماعية . رفض الاندماج بسرعة وقرر ان يحافظ في داخله على اقل قدر ممكن من العادات والتقاليد . ولكن الحياة لا تعطينا ما نريد وتفرض علينا احيانا الوقوف على مفارق الطرق للاختيار بين انتماءات حقيقية وراسخة ،ااو انتماءات متناظرة ومتفرقة تجعلنا اكثر اختلافا كلما اتجهنا الى عمقها واصولها .
ويقال الجيل هو مرحلة 33 سنة اي ان من يولد ويصل الى هذا العمر يكون قد اكمل جيلا ، او ان من تداخلت فترة نضوجه الفكري والعملي مع هذا الجيل فهو يتأثر به . ولأن السنين لا يمكن لها ان تنفصل الا بكوارث نادرة الحدوث كطوفان يغمر الأرض ويغرق الفاسدين والمنكرين . ولن تكون هناك سفينة نوح عليه السلام لتختار الاجناس وتتنقي الافضل للبقاء والتطور . بل نحن في حلقات متشابكة من النمو فأطفالنا وشبابنا وشيوخنا ينسجمون معنا في كل جيل متعاقب .
لا أؤمن بفكرة الأجيال لأنها تصنيف زمني آخر لا نحتاجه حاليا . وذلك الانحلال او التدهور في قضية كل جيل لم تعد مهمة بقدر ما ان نركز على اقل الايجابيات ونجعلها العناوين الرئيسية لأن التاريخ سوف يتكفل ببقية الوثائق السرية والحقائق المغطاة والمغيبة في داخل البيوت ووراء الجدران . وهذا الإعلام الذي نتصوره سببا ليس إلا عرضا للطلب المتزايد . ولو انتهى الطلب فلن يكون لذلك العرض اي طلب .
لن أؤيد فكرة تعاقب الأجيال . لأنني أملك في داخلي جيل من الفكر والمورورث حملته معي مع مرور الوقت خلال طموحات أبي واخواني الأكبر سنا . رأيته في أعين أخواتي وامي وكل أقرابي . ولن أكون مختلفا عن جيراني وأصدقائي لانني اكبرهم سنا أو قاربت الثلاثين وهم مازالوا في مراهقة الطعشات . نحن افراد متصلين مترابطين جدا بسبب واحد اننا أبناء وطن واحد . وكلمة جيل تجعلنا نبدو كاننا مراحل كثيرة متتالية في عمر وطن شاب مقارنة مع دول اخرى مجاورة .
لن نكون جيل نكبة او نكسة او جيل انهيار او صعود . سنكون كما نحن . انسانية تعبر عن نفسها وتبحث عن الاصلح لأبنائها في مراحل قادمة من المستقبل . سنكون جيلا واحدا متصلا بأول رجل نزل من سفينة نوح على جبل الجودي . لانه لن يكون هناك سفينة نوح ثانية .
تحياتي
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
هنا فقط ساختبر حظه الذي انقذه في أكثر من مرة من مواقف اكثر خطرا من هذه ، وسأختبر هل دعوات أمه له كانت تصل إلى السماء أم لا . وأيضا أريد ان ارى كيف سيجعلني القدر جزءا من حياة هذا الشخص ..؟
ساعطي الوقت فرصته لإختبار كل هذه الأفكار ..!
وحتى ذلك الحين
أنتظروا
أو يمكنكم المشاركة أيضا
في صناعة قدر لأحدهم .
:y:
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
( يجد الإنسان نفسه أمام واقع أنه ليس وحيدا في هذا العالم . حتى الخالق يراقبه دائما . شعور المراقبة الثقيل على النفس يبقينا حذرين رغم أنه يبقينا أكثر نزاهة )
وجدت نفسي أبحث عن حذائي مازلت أتطلع إلى الخلف وانصت الى كل الأحاديث . قدماي تعلم أن الحذاء هناك على عتبة المنزل ولكن أصابعي تقاوم رغبة عقلي بعدم الذهاب وتستمر بتلمس الأرض من حوله وهي تعلم أنه في الوسط .
تلك الكلمات الأخيرة التي تلتقطها أذناي هي الأكثر أهمية من غيرها .
تلك النظرات الأخيرة وأنا أقف على بوابة الابتعاد عن الجميع هي الأهم في كل نظرات العمر التي مرت بي .
لو أنني كنت مختفيا ..؟
صوتا يهيم في المكان ..!
مشاركات لا يعرف من أين مصدرها .
هل كنت سأقف على هذا الباب ..؟
نريد أن نكون شيئا ينظر إليه
ونشعر باننا قابعون بسجون جدرانها الأعين .
أمشي على حافة الاختيار بين ما أحب وبين ما اكره .
لا أريده كله ولا ارفضه كله .
بعضا من هذا وذاك قد يبقيني حيا ..
تبا لتلك الهاوية كم أشعر بأن الريح القادمة من الأسفل تنعشني وتبث بي الرغبة بالطيران .
تلك الدقائق البسيطة او الساعات الطويلة التي سأبقى فيها محلقا قبل الارتطام بالقاع .
ساكون فيها مسلوب من كل إرادة ..
ما أجمل التحرك نحو أي نهاية دون أي قدرة على الاختيار .
مازال عقلي يبحث عن ذلك الحذاء وأصابعي ملت من البلاط البارد تتلمسه
كل الأعين انحسرت عني تدريجا تتجاهلني .
اغرق في كوني لم اعد شيئا
واشعر أن قدماي انتعلت الرحيل خفية ..
ابحث عن الأبواب
وانظر الى الطرقات
كيف كنت هناك شيئا
اقتربت من آخر شخص في مفترق الطرق إلى منزلي .
جربت أن أكون من جديد في وجود كائن آخر لا يعرف هل كنت شيئا أم لم أكن قبل قليل .
طلبت منه سيجارة رغم علبتي المليئة بها .
ناولني إياها والحقها بشعلة من ولاعته قبل أن أمد يدي الى جيبي ..
ها أنا احس بأن تلك الشعلة تضيء العالم من حولي وتمسح ذاكرتي عن كل ذلك المجلس خلفي
لا يعرفني ولكنني موجود إلى جانبه
لعله كان يشعر مثلي بأنه خفي حتى أصبحت بجانبه
ربما كان يهوي إلى قاع أعمق مما لدي
رميت السيجارة على الأرض ورفعت قدمي لكي ادوس عليها
رأيت أنني كنت أمشي وأقف كأنني ( لا شيء )
لم يكن حذائي
كان حذاء شيئا آخر
<!– / message –><!– sig –>
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
طلب مني كتابة يوميات على الرصيف وأثناء بحثي واستشاراتي حدث موقف لي في الأمس جعلني ألغي كل ما فكرت فيه لاختزل لكم في قصة ذات أبعاد جذابة ما اكتفشت وهو أن هناك مشكلة خطيرة على الحوار الثقافي بين الجنسين الرجل والمرأة .
في يوم ليس ببعيد كنت أبحث عن مطعم يقدم لي بعض الأكلات السعودية حيث أقيم حاليا . وفي ذلك المكان الذي نطلق عليه شارع الجامعة تتناثر جميع أنواع الخدمات الطلابية وقفت أشتم روائح ( الكشنة ) أترنح على الرصيف تدفعني خطواتي الى مكان يحمل لافتة مكتوب عليها ( باب اليمن ) . ومن أدرى بالحنيذ والمظبي والمندي من أبو يمن .
مشيت وأنا احس أخيرا أن معدتي ستعاود نشاطها المعتاد من تلبكات وتشنجات تتلاشى بعلبة من البيبسي ليسري في جسدي قشعريرة الاسترخاء.
وأثناء تسابق كل تلك الخواطر الى ذهني فاجئني صوت عذب يناديني من الخلف . التفت فكانت زميلة في نفس الجامعة . كانت خليجية _ ربما من نفس وطني _ ؛ رغم حسنها وجمالها الملاحظ وأخلاقها المحببة لنفسي ، وأحاديثها الجميلة ، رغم هذا كله ضاقت نفسي بأن قطعت علي اهم عمل خرجت من أجله .
تقدمت وسلمت وتصافحنا ، تخابرنا عن الأحوال وعن الدراسة ومواعيد الامتحانات واختلافات الشُعَب . وانتقل الحديث من نقطة إلى أخرى حتى أحسست بصقيع الرطوبة على الرصيف الذي كان قد أصابه وابل من المطر في هذا الصباح .
دعوتها إلى كأس من القهوة في احد المقاهي القريبة من حيث إقامتها في سكن الطالبات ، وذهبنا الى هناك جلسنا متقابلين وطلبنا القهوة ووجبة خفيفة تسكت ذهني عن التفكير بباب اليمن الذي ما زالت لافتته كالأطياف تمر أمام عيني .
استمر الحديث عن كل الأمور التي تخص الجامعة والغربة ومشاكل السكن وما إلى هناك من أحاديث تجمع طالبان مغتربان لهما نفس الإنتماء . وما أن حضرت القهوة والوجبة الخفيفة ، تناولتها بسرعة لفتت انتباه زميلتي وجعلها تقول لي لماذا لا نطلب الغداء بعد قليل لأنه يبدو عليك الجوع . حاولت تجنب هذا لأنني ما زلت مصمما على طبق من المندي أو لا عشت أبد الدهر . ولكن بنظرة من عينيها الجميلتين وكلمتي رجاء أشارت في أحدها أنها تحس بالوحدة ولا تريد العودة الى السكن وتريد ان تتحدث معي في أمور كثيرة . تنازلت عن أحلامي وأجلتها حتى يوم ترنح آخر على نفس الرصيف .
كان اللقاء جميلا وكان الحوار الثقافي ممتع وكانت معلومات تلك الإنسانة كفيلة بإحراجي في عدة مواقف . ولكن المشكلة في الأمر لم تكن عن ماذا كنا نتحدث أو نتناقش . كانت عن تلك اللحظات التي أغيب فيها عن الوعي خلال الحديث ، فيداها الصغيرتان الناعمتان وابتسامتها الساحرة تسرق مني الانتباه كثيرا وتجعلني افقد خيوط المواضيع التي تنتناقش فيها . تقدمها على الكرسي أو تأخرها كان بعفوية تامة يبرز بعضا من ملامح ذلك الجسد الممتليء تحت الكنزء الصوفية . والشعر المدرج بألوان الشمس عندما يتموج فوق الكتفين أثناء التحمس في الحديث . كل تلك الأمور كان لابد لها أن تجعلني افقد التركيز في عناوين المواضيع المطروحة .
وبعد أن تحدثنا وتناولنا الغداء التفت الي وسألتني ما رأيك . وكانت تشير الى موضوع كنا قد انهينا الحديث فيه أثناء تناول الطعام .
فأجبتها : عزيزتي رأيي أنه لا يمكن أن يكون هناك حوار ثقافي عقلاني خارج نطاق العطواف والغرائز بين رجل وإمرأة الا في حالتين . إما أن اطبق فمي تماما واتمتع بما أرى . أو اطبق عيني كي أركز فيما اسمع .
ابتسمت وقالت لي أنها لم تتوقع تلك الإجابة واعتذرت بأنها لم تلاحظ هذا في عيني وإلا كانت قد انهت اللقاء مبكرا.
استاذنت الرحيل وعندما همت بالذهاب قلت لها : هل يمكن لي أن اكتب ما حدث اليوم في يوميات على الرصيف . أجابتني أنه من حقي كتابة يومياتي ولا حاجة أن آخذ الإذن منها .
لا أعلم هل كانت تعتقد أنني كنت أعني يومياتي الخاصة
أو أنها لم تمر أبدا بالساخر لتعلم عن أي رصيف كنت أتحدث .
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
أمريكا
العراق
صدام
بوش
العرب
الإسلام
…
نعناع.
توقفت عند الكلمة الأخيرة كثيرا ولم أجد لها مكانا محتملا لأي موضوع يمكن لصاحبي أن يناقشه. ما الذي أتى في هذه الكلمة بين هذه المصطلحات. استجمعت ما أستطيع من نشاط يزعج خمولي الشتوي وكآبتي المحببة إلى نفسي. وبدأت أكون من تلك الكلمات كل ما أستطيع وأتوقعه من صديقي. فكانت خليط من المقالات والخطابات والمناظرات السياسية والدينية والقومية والعقائدية. لم يكن صعبا علي أبدا أن ارمي بأي موضوع في أي لحظة.
ولكنني عندما اصل إلى الكلمة الأخيرة يتوقف ذهني عن العمل وتتحطم كل امكاناتي العقلية.
كيف يمكن للنعناع أن يدخل في ضمن تلك القائمة الطويلة من المقالات والخطابات.
وفي لحظة واحدة بدأت أفكر فيها عن سبب هذه الكلمة. فتحطمت كل السياسات والقوميات والأيدلوجيات المتناثرة داخل عقلي. لم يعد هناك سوى كلمة ( نعناع ) ووجه صاحبي.
تراجعت قليلا إلى الخلف وسحبت ركبتي القريبة من يده. وأبعدت من فوق الطاولة كل ما يمكن له التقاطه واستخدامه كأداة قتل مع سبق الإصرار والترصد.
نظرت إلى وجهه المتشنج وأطلقت ابتسامة لا اعرف لها معنى سوى طلب المغفرة والسماح لما سيأتي بعدها.
وكان من حظي أنه توقف لوهلة يلتقط نفسا قويا يبدو أنه سيكون مقدمة صرخة وطنية أو قومية أو دعوة متوجهة إلى السماء.
سيقول كلمة ينهي بها كل نقاشه مع نفسه باعتبار عدم تواجدي الفكري هناك
سيعبر عن خلاصة كل هذا الحماس
وجدت أنها ستكون الفرصة المناسبة لاستغلالها حيث يمكن أن يضيع في ضجيج صوته كل حديثي
أطلقت الكلمة الشاذة دون أية جملة. رميتها دون أي خبر لها.
ليكون من حظي أن يصرخ صاحبي مناديا الصبي العامل في المقهى مستخدما نفس الكلمة
أين النعناع يا حيوان.
:D:
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
فهمت بعد حين ضلالة
ان الحق ليس اقامة العدل
لأن العدل كمية خيالية يراها كل انسان بحسب ما يريد
اخذ حقه
اعاد حقه
والآخر
كان
يراه حقه
ففقد حقه
اين العدل في توزيع تلك الحقوق
اشرت الى مواضع العهر في حديث صاحبي
زلل يفوق تصور الكائن بين يديه باسم القلم
حين بادره نفي مطلق الحكمة من خلقه فقيرا ومظلوما:
ايعقل ان نولد والشقاء حكمة مطبوعة على الجبين ..؟
يفكر الفقير في ذلك ..!
لأن السعيد اقتنع بأن ذلك معقول جدا ..!
هل كتب علي الاحتلال ..؟
ام كتب لهم الاستعمار …؟
بلادة عقولهم انهم اراحوها من التفكير
فاستعبدوا عقول المظلومين لتفكر نيابة عنهم
رقصت الأقدار على ضريح ايماني
معلنة مراسم السفاح بين العلم والجهل
وكان الجنون مهرجا لا لون له غير السواد
ينفخ في قرون الضلال ليضج هدوء الهداية
العالم ليس مكانا اخلق فيه
والحياة ليست وقتا اقضيه
انت العالم
وانت الحياة
فاخلق نفسك
واقضي وقتك
في سير حثيث في مواكب الغواية
ستصل الى اسواق من النسيان
يرتادها الناس بحثا عن ذكرى اول الحريات
اشتر لي حجرا من الجير
وانحت عليه باسمي
انسانية قضت نحبها حبا في الوجود
ضعها على ضريحي
محررا ايماني
ستجد مصير الثقة في نفسك
كاعتراف صريح بان لا شيء لديك تخسره
وسيكون الخوف حليفا لك ضد اعدائك
ستخوض حرب الوجود في ساحات انعدامك
سيكتب التاريخ
كان عربيا
ولم يكن
مسلما
اختلف حتى مع نفسك
ليس لأن الإنتماءات متناقضة
ولكن لان التوطن يعني ركودها
ظاهر حركة ضمير الانسان هو احساسه بالغربة
تحياتيh*
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
التوطئة والحلول :
ان الداخل الى أبواب فكر
يحتوي مضمونها الأدبي قيمة أكبر من معناها .
يجعلك تؤمن بان التجربة :
هي خروج الضيف بأطيب ماجاد به المضيف ..
كانت تلك مغامرة تجرأت على هز أركانها بثبات الفكر ..
هي أقل الأضرار في نفسي المحتملة لسخط جنوني .
ابارك لها النجاة من أفول خابت ظنونها في اسماع النداء
حياة لا صوت يملأ جوانح الضمير فيها .
قال ابن عربي :
( الحرف نقطة وبين كل نقطة ونقطة نقطة ؛
اذن العالم من نقاط لذلك ارى الله في كل شيء ) *
تذكرت ذلك المتصوف حين صاح بي صاحبي :
لقد رأيت ربي
في مفترق يجمع الناس على حب ما يكره .
كان يعتصر ألما لسوء ما وقعت فيه
أتراه كان يعني مالا افهمه
أم أن ثراء لغته اوقعه في زلة لسان
فكان الحديث ذو متون
رفعت أكف الأدب في ادب ذلك المارق
يخيب الظن لحظة امتثال دهشة الانكار في نفسي
ويسبق الحكم مضمار حسن النية ليختصر الوصول
الى أنه يقصد : ربه بمعنى سيده أو ابيه الذي يراقب عمله ..
لا .. ومخالب فكري قد خرجت لتقطع ملامح انكاره
لا .. وضروس الغيرة تزر بعاج يلتمس تذوق دمه
نخلق من أنفسنا أدوات تحدد حركتها خطوط ( الإنتاج )
كان الحد الجديد بين فكر اختمر في عقلي
يريد تجاوز نفسه بتطبيق اول امثلته من حولي ..
وعليه قست الحلول في مكاني
والتوحد قي زماني
مالي أرى الروح مني نبذت عقلي
اذاتي التي احب تناسخت في ذواتهم
بئس الحلول
بئس التوحد
تركتهم عندما وجدت الأقلام تتجرأ على امتطاء ثغرات المعرفة
لأرى أن الحرف نقطة وبين كل نقطة ونقطة نقطة .
فيكون المقال نقاط لا ارى الفكر في شيء فيها .
وقوفي كان باحتمال الاتفاق وارجاح الغفلة في سوئاتهم
فرأوني العمالقة قاعدا على اكتاف أخطائهم ..
حسنا لهم ما رأت اعينهم مني
ساكون فوق اكتافهم
أرى كل الواقع بين ايديهم .
لأدون في ذاكرتي مالم يراه غيري تحت أقدامهم
توطئة احل بها ضميري من صبر مكوثي
توطئة ارسلها الى قول لا يتبعه عمل
توطئة اسوقها على عقيدة ( ربما )
سأجد هنا فكرا وادبا
يملأ الذات مني حلولا
مقام جديد
لتوطئة الحلول
بينكم
———–
* لم أقرأها
ولكن على ذمة حي بن يقظان :D:
والاخرى في ذمة الميت طارق
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
.
.
.
يتبع
الى اللقاء
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
وقلت على وزن ما قيل:
أن الغباء تاج على رؤوس الأغبياء لا يراه الا الأذكياء..
اتى الليل وأرخى على كل ذلك الكيان رونق الخمول أو الاسترخاء
وكأن الاستماع الى سيمفونية العقل يبقي النفس في انسجام .
تغمض عينيك وترسم ابتسامة بريئة أو غبية .
وكأنك وجدت كل الإجابات لأسئلة التاريخ ..
أخبر صاحبه في صباح اليوم التالي :
لقد أحسست أن عقلي آلة وترية
كلما ضربت على وتر اخرج لي لحنا جميلا .
نظر اليه صاحبه بسخرية ..
عجبا كنت اعتقد ان رأسك طبلا ..
وحتى نهمل جانب الاتهام في اي دعوى
يجب ان نسقط ميزان الحكم وثابت القياس
لماذا ناخذ على كل فكرة جرم يقتص به على صاحبها
وكل مافعله انه نطق بها
ولم يجبرها على الخوض هناك في مغارة ما بين اذنيه
اقتصوا من عقلي او لساني
اما عنقي فليس له تهمة الا انه حمل متناقضين .
هناك فراغ ملفوف بجلدة
متى ضربتم عليه أخرج لكم ما تريدون من الحان
اين ضابط الايقاع….؟
هو المسؤول يا سيدي…..!
سيعزف لكم لحنا يناسب حفلكم
ياصاحب العلو الفلكي
هذا ايقاع فلكوري
يقدمه لكم جمع من أبنائكم ( الطبول )
انه غباء على النوتة
alhilal
وللغباء بعد غائب
تحياتي
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
ولإحداث فوضى المشاركة لابد لنا من اختراق حدود المنطق وتجاوزها إلى الخيال والتأمل.
شظــايا هي تلك الأجزاء التي تلامسنا في غمرة من الاندهاش والانبهار بقوة ذلك الانفجار.
في لحظات من عدم الشعور تلتحم بنا تلك الأجسام المتناثرة وتتعمق في داخلنا لنشعر بها عميقا فلا يصبح لنا خيار إلا الرضا بها وإيقاف كل أجهزة المناعة واعتبارها نقيض لابد من تواجده. فهذا العالم لا يكتمل بدون تواجد الأضداد. فنصبح جسدا واحدا يعبر عن جنونه وتطرفه على الواقع..
شـظايا في جسد الجنون..
تهمة أصبح ارتكابها رديفا لمحاولات التميز والإبداع. الفشل فيها لن يقلل من قيمتها لأنها في جميع الأحوال محاولات مجنونة للوصول إلى نتائج مجنونة.
وتعاطي المنطق وتبرير تواجدنا في حدوده. هو إدمان فكري يرخي كل قدراتنا العقلية ويكبحها. والعلاج منه يأتي بالإنكار. والسعي إلى دمج كل الاصطلاحات الأدبية والعلمية في قالب واحد يحتوي كل القوالب الفكرية التي نشأنا فيها.. وأصبح تجاوزها مقننا بعشوائية الاعتبارات الدينية المتفاوتة. والمرور خلال حواجزها يحتاج إلى تصريحات مودة ومجاملة على حساب نظرتنا الإنسانية الطامحة إلى التجربة والاكتشاف.
ولكي أكون أول الغافلين المقذوفين من الرجال ؛ لا أجد لي طريقة أخرى إلا إن ارتكب جريمة الجنون. وان اخلط كل أوراقي وثقافتي في نمط غير قابل للتفاوض لسبب واحد فقط وهو خروجه عن النص.
وفي احتفال قامت به تلافيف الدماغ لدي. ثملت كل الأفكار وأحدثت إثم التزاوج. على قياس أن الزواج لا يتم إلا بشرط التكافؤ.
ومن ذلك الحفل خرجت بحلم ذات يقظة عن حال أناس أرادوا الخروج بمنطق معاكس يبعدهم عن واقعهم الذي اعتبروه غير قابل للتعديل. فبدأوا بهدمه وإعادة بنائه من جديد. ولم يخطر في بالهم أن العكس والضد المقابل كان خيارا موجود ولا يملكون إلا حل الالتفات حول تسميته.
الماركسية. الإلحاد.. حيث أنكر العبقري وجود الإله. ويعتقد أن ذلك سيحل فكرة الإيمان بغير المادة. ولم يعلم أن ما فعله كان مجرد وهم واخذ بصورة سلبية لنفس المعنى الذي أنكره..
الإلحاد.. إيمان بأنه لا يوجد اله.. إذن هو إيمان..
عجبأ حتى الملحد مؤمن بشيء لا اعتبار له في عالم ماديته. والغريب في ألأمر أن الإنسان فاق الشيطان في إمكانية اقتراف الذنوب. فحتى إبليس لم ينكر وجود الله وحلف بعزة الله أن يظل البشر..
ولو كنا في جاهلية العرب لاعتبرنا أن ماركس صعلوك أراد إنكار ذاته بالخروج هائما في الدنيا. يقارن شيطانه ليخبره من الشعر مااصبحنا به مخدرين..
فتكون الشيوعية فكرة قديمة وذات اصل عريق في عروبتنا
حين سمعت في نفس الحلم ولكن في غير يقظة أن امريئان القيستشوف قال:
أيا قيصر العصر الجديد ألا أنجلي.. بفكر عباءةٍ حمراء ومنجلي..
فالشعر متوراث لانعدام إثبات عمر الجن.
وربما ماركس قارن نفس شيطان شعر أمريء القيس.
ومن لا يملك دليل النفي لا يستطيع إقناعنا بسؤال الإثبات.
لأن الأسئلة دائما تأتي باعتبار حكم أن السائل لا يعلم فيرضى بجواب من تعمد الإجابة..
ولم ينتهي
مازال الحفل قائما
وكانت تلك أول شظــاياه
تحياتي
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
…………..
آسف
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
فالسوبر موديل كلمة ترمز الى الكمال .. او الى ما فوق كل العيوب . لان النقص يكون نسبي باعتبار اطراف القبح المبعثرة على جوانب ممر مرور العارضات . فبعض الوجوه الشاحبة تظهر براقة عند أول ( فلاش ) ساطع يسرق صورة قابلة لاضافة الاف ( الفلاتر ) و ( الرتوش ) فتضفي على ( السيلكون ) وعلى ( الكولاجين ) بعض مظاهر الطبيعة التي لم تعبث بها او بالاصح تمرح بها اصابع جراح التجميل . فالجلد المترهل تكون له فوائد في عمليات الشد .. لانه يغمر الفجوات الناتجة عن الشد في اماكن أخرى .. فكأن لسان الحال يقول وانت ترى ( اميرة موناكو ) : ” حلاة الثوب رقعته منه وفيه ”
لان بريجيت باردوا للاسف لم يكن لديها (خبنات ) ( قماش زائد ومطوي) على جوانبها المترهلة تفي بالمطلوب .. ولكن لا بأس فدافعها عن (الخرفان) في اسبانيا يجعلها تغمر الاصواف دفئا بتصنيفها الاول قبل احداث الابراج .. عندما اعتبرت النحر ( الذبح ) ارهابا للحيوان … في الاندلس سابقا . رأوا ذلك خلال عيد الأضحى ..
كذلك هو الرأي العام حاليا .. اعيادنا هي مجازرنا .. وما بين احتفالات الجمال ومهرجانات الغناء … يترامي النجوم على اطراف الزفرات الصاعدة الى رجاء المستقبل المضيء بامل الفتح والتحرير …و تتناثر ايضا شهب الظهور بترهلات عبق التاريخ المنافس لـ ( كريستيان ديور ) .. تحديا لكل التهديدات المبنية على هضم حقوق ( الخرفان ) قبل الانسان …
سحقا سحقا سحقا .. الموت للخونة ( سمعت علام في مسلسل الكرتون عدنان ولينا يقولها ) . ربما كانت جديرة باعتبارها مسرحية اطفال معبرة عن جزيرة الأمل المحاطة بانقاض الاحتلال …. على هامش الحفل خاصة بالطفل …
هناك في الجنادرية .. جلست في مجلس كمجلس ابي .. واقتربت من فرن كفرن جدتي … واكلت من اكل امي واخواتي … واشتريت لنفسي بعض ادوات البائع في سوقنا الشعبي … فعلت كل ذلك وانا اقول لمن معي هكذا كان الاجداد يعيشون ..
ولكن لا استطيع اعتبار ذلك حاضري بل هو ماضي احن اليه وانا منه اقرب من حبل الوريد … ولابد علي ان اذرف دمعة او امط شفتي حزنا .. لكي يقولون ( بدوي ) اصيل ( والنعم فيك ابو خليل) ….. آآآآآآآآه كم اشتاق لتلك الليالي في الزمن البعيد حين كنت اجمع الحطب من اطراف الوادي لكي نشعل فيها نارا في اقرب ( الطعوس ) … نعم لقد اشتقت لليلة البارحة .. ربما اعود غدا اليها ….
نحتاج الى ممرات توضح فيها ثوابت النقص والكمال لكي يمر الجميع بها تحت قياس الاضطراب الحاصل حولهم … ربما لن تكون الوجوه مختلفة كثيرا والتشابه قائم باعتماد ( يونيفورم ) موحد .. شماغ وثوب وعقال .. ذلك العقال الذي لبسه العرب منذ ان خرجوا من الاندلس … ربما ماربيا ايضا تهم البعض الان ماذا سيحدث لو منعوا من زيارتها …
( تدبيل العقال…. محال ) ..
تلك الأرضية الطينية ربما كانت اجمل ببعض السيراميك الفرنسي .. لا ادري ولكن كلما قالوا ( بلاط ) تذكرت فرنسا … هل لذلك علاقة بالبرستيج الفرنسي المنتشر في بيوت الكثير مغلقين عليها في دواليب من الخشب الامريكي الفاخر .. واما ( الملاحق ) في لغة اخرى ( المختصر ) فلا بأس مادامت معرضة للجو العليل في آخر فناء البيت ( الحوش ) فمن الأفضل ان نجعل ورق جدرانها من ( السدو ) ومساند الجلوس ( شداد ) ففي ذلك اصالة … واما البلاط .. السيراميك الفرنسي يفي بالمطلوب ولكن ببعض الزخارف الشعبية فلقد احسنوا صنع ذلك لنا ..
انظر الى تلك ( البلاطة) كأن النقش عليها يشكل الدم .. بدأت اهذي .. لا حقيقة ان النقش عليها كالجرح .. ربما كان رمزا لاحد وجوه الشهداء في معركة ( بلاط الشهداء ) من يدري ..
اهااا لماذا لا نقاطع فرنسا اذن ..
بنسوا عزيزي .. ( يهون عليك ) الشانزلزيه .. اعتقد ان مهرجانات الفالنتاين ستكون رائعة هناك .. او الاحتفال برأس السنة الجديدة او المديدة .. او ( الكرسمس ) .. عفوا لن تكون اجمل من مهرجان الجنادرية .. فنحن نحمل رسالة واضحة وصريحة للعالم … وهي اننا الشعب الوحيد الذي ما زال يبكي الماضي الذي هو مستمر في العيش فيه …
وماذا تحمل احتفالاتهم .. لا شيء سوى .. الفودكا والبراندي وبعض المارتيني .. وقليل من البسكوت بالزبدة … والكثير الكثير من تجاهل الطرف الاخر من العالم حيث يقترب الاضحى فلم يعد يكترث الاطفال بمشهد الدم .. لانهم يشاهدونه يوميا في اقطار ليست ببعيدة عنهم …
ماذا سنقول للكبش اعتذارا له عن ما سنفعله به تلك الليلة … لان بريجيت باردوا ستحرجنا .. سنقول ( لكبش الفداء ) بنجور بنسوا…….اقتلوه
وللحديث بعد رابع
شكرا لكم
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
انتهت
:D:
😉
شكرا لكم
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
وقد يقرأها آخرون بمعنى ألّف بتشديد اللام بمعنى اختلاق قصة شكوى .
ولكن بين ذاك وذاك . أجد نفسي ملزما باتباع تراث اصبح مسجلا للعرب وهو في اصله شرقي لا عروبة فيه .
ألف ليلة وليلة . ولو انهم قالوا ألف ليلى وليلى . لقلت : نعم ؛ فلقد اشتهر شعراء العرب وفطاحلتهم بأن لكل منهم ليلى . فكانوا ألف شاعر وألف ليلى .
إلا ليلى واحدة مازال أحدهم ينصبها أمامه ويغني عليها الليل يا ليلى يعاتبني . تلك الليلى التي مازالت مريضة واحزن لقول الشاعر يا ليتني كنت الطبيب المداوي .
وأي ليلى أقصد؟ ليلى العراق وكم من ليلى الآن مريضة في بغداد فمن من الشعراء تمنى أن يكون لها الطبيب .
بالنسبة لي فأنا أحب حنان لذلك متى علمت أنها مرضت سأتمنى أن أعالجها ، حنان العلاقة الهارمونية المنسجمة مع مصالحي وأما ليلى فأقول لها بيت من الشعر ردا على قصيدة حبيبها العربي الباسل الذي لم يعد حتى لأحفاده وجود :
يقولون ليلى في العراق مريضة —– ألا ليتها ماتت فراحت واستراحت
عجيب ما أقول أليس كذلك ؟ ولكنه ليس أعجب من حال العرب اليوم فمنزلها ووطنها مريض ودوائه معلق بألف شكوى مقدمة عليها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمم المنتحرة ، نعم ببقائها هناك تحت مطارق الفيتو . وكأنني أتخيل مسمار جحا يضرب في جدار الخليج بالفيتو في كل مرة يتزحزح من مكانه .
وكلن يغني على ليلاه. ذلك هو الاقتراح
ولكن الحقيقة المرة أن النهار لا يحسب في قصص الملوك والسلاطين . لذلك كانت ليلة وليست ليلى . فمصاصي الدماء في أسطورة الأمير الألماني وفي رواية أخرى نمساوي _ ولا فرق فحتى هتلر قاد ألمانيا ومازالت الروايات تقول أنه نمساوي _ دراكولا مصاص الدماء !! كانت فكرة امتصاص الدماء نتيجة حالة مرضية لرجل مسكين ينقصه بروتين في الدم وكان يحب أن يشرب الدماء . فكانت أسطورة عن شخص شرير يشرب الدماء إشباعا لرغبات شيطانية . والحقيقة انهم اصبحوا يشربون دماء الشعوب لقل البروتين في العقل . ولماذا لا يخرج إلا ليلا وكأنه خفاش أو طائرة أبا تشي مزودة بالأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية وكلها ألوان تزين ليالي الأنس العربية في فنادق الغرب .
إذن ما بين ليلة وليلى كانت القصص تسرد . والعجيب في الأمر أن شهريار ما كان ليتذكر كلمة واحدة وشهرزاد على سريره متزينة بحرائر تبدي منها الأثداء غارزة والأرداف راكزة . قصص تثير حتى العنين وتجعله يعيش رجولته بين الأوراق ، فمن يقرأ جداول الأعمال في القمم العربية وقرارات الإدانة والشجب والاستنكار يعيش فحولته العربية على الورق .
وفي الأمر خيانة فلقد كان الكاتب تحت السرير . وإما انه كان يمد لشهرزاد بأوراقه أو أن كان يكتب ورائها . ولكن اعتقد أن النساء لدينا اليوم يسردن مليون ليلة وليلة . فلا عجب أن سردت إحداهن ألف فقط في زمان غير هذا . فمن الخائن الذي يجلس تحت طاولات الحكم ليملي على من فوقها أقواله . ولكن اعتقد انه اصبح أيضا الرجال ينازعون النساء فنون الحديث وسرد القصص .
وفي الكلام أجد أن الجميع الآن اصبح قادرا على قول ألف شكوى ولو سألته عن حلول سيعطيك اقتراح واحد .
لماذا إذن ؟إن الإنسان تعود منذ أن يولد أن يصرخ ويبكي دون أن يعلم سبب بكاءه وصراخه .وكان الأطباء والحكماء هم من يصف للناس أسباب آلامهم . وكان الحكماء والأطباء في عصورهم فلاسفة أيضا حاربوا الديكتاتورية وفكروا بالجمهوريات والديمقراطية . واليوم اعتزل المفكرون الطب فلم تعد لديهم إنسانية يخرجون الأفكار دون علم بمعاني الألم وشعور اقتراب الأجل .
لا علينا ولكن حقيقة الموضوع أن الشكاوي أصبحت عادة أخاف أن تصبح مع مرور الوقت وحين تقدم لأصحاب العمر الطويل عبادة. وأما الاقتراحات فهي على استحياء تخرج مرة أو مرتين في مجلس أو جريدة . وبعض الحوارات في التلفاز تخرج منها بأكياس من الشكاوي مع فكرة واحدة تقترح وتستجدي الاستماع لمن بيده حق التنفيذ . السلطات التنفيذية تظل صامتة تنظر إلى التشريعية . وكأنك في بوفيه مفتوح في فندق خمس نجوم تحتار لكثرة السلطات التي لا علاقة لها بالطبق الرئيسي
ولكم الآن أن تقرروا هل ما قصدت تأليف شكوى أم تعداد للشكوى . وأما الاقتراح فهو واحد سواء عليكم ألفتوه أم لم يألفكم .
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
حضر حاضر حيث يجتمعون مكان يدعى هامش التفكير . ولكل منهم فيه مقعد. جلس حاضر في مقعده ومن فوقه ضوء خافت ، مكتئبا ، ومختنقا؛ يكاد يبكي . نظر الى جواره ؛ فوجد ماضي لم يبارح مكانه ، مازال يحمل فوق أكتافه غباره ، يضيء ما بين يديه الشموع .
قال حاضر : كل يوم انظراليك احاول أن أجد ما يهون علي مصائبي ولكن لا جديد لا جديد .
يصيح من ذلك الركن البعيد المظلم صوت يقول : متى أنتم قادمون ؟ متى أنتم قادمون ؟
حاضر : اخرس يا مستقبل .. ويضحك ماضي : كنت أقولها لك ذات يوم .
ذلك هو حال الثلاثة في كل يوم
ماضي وحاضر ومستقبل .
احدهم مازال يلبس عباءة الامجاد وتفوح منه روائح الاجداد . وآخر يرى أنه لم يعد يكفيه هذا الظاهر ليهون عليه مصابه في يومه . وآخر مازال في الغيب ينادي وينتظر ..
بصراحة لم يعجبني حال الثلاثة . فنظرت الى موضوع القصة ورأيت أنه يقول ثلاثة في مهب الريح . فاخترت أن ارى اي مهب للريح هم فيه .
سألت الجميع اين يقع مهب الريح . فقالوا اتتحدث الانقليزية الفصحى قلت لهم لا فقط العامية .. قالوا تكفي وتفي . خذ سيارة لوحاتها ( مجدا تليدا بأيدينا أضعناه ). هي من ماركة ( المصالح الاستراتيجة ) . انطلق بها سالكاَ طريق ( الحاكم بأمرهم ) ، وانعطف يسارا في دوار ( فان دارت رحانا مع رحاهم طحناهم …) . سيكون هناك منتصبا تمثال ( سام ابن الكرام ) . واستمر حتى تمر من تحت نفق ( العولمة ) . واصعد مرة أخرى على جسر ( حوار الحضارات ) . سيكون هناك كشك صغير عنوانه ( السيف أصدق إنباءا من الكتب ) . سينقلك الجسر الى أحد الأحياء القديمة يدعى ( ومن لم يحكم بما أنزل …؟) .. ستجد ازقة صغيرة تحمل أسماء ( شهيد الامة ) ( القائد المنتصر ) ( سيف الله المسلول ) اتركها جميعا على يسارك وأسأل عن مكان ( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ) ستجد هناك ما تريد …
أطرقت الفكر قليلا وقلت . كان بامكانكم ان تختصروا وتقولوا . اركب عجلة الحضارة واذهب الى ما يسمى اليوم لدى الآخرين بمزبلة التاريخ ..
وصلت وكان المكان مزدحما .. وكان الجو مشتحنا . صالات فوق صالات واشخاص في صفوف متأنقين . وكل منهم يحمل حقيبة دبلوماسية .. يصيح كل شخص فيهم انا اندد وامد يدي . وآخر يقول ان امد رجلي وعنقي وازيد شجبا واستنكارا .. وعلى الجدار مؤشر الاسهم والاسعار فيرتفع سهم هذا مرة وسهم ذاك في مرة أخرى … يرمي كل منهم اوراق تحمل وجوه اطفال وشيوخ ونساء .. كأنها شيكات ..
التقطت عدة شيكات .. وجلست اقرأ الامضاءات
الشيك الاول
يصرف لصالح / قائد العالم الحر
مبلغ / ……………………….. ( دون تحديد او تنصيص )
التوقيع / إرادة شعوب مضطهدة
الشيك الثاني
يصرف لصالح / مجرم السلام وحمامة الدمار
مبلغ / مليون طن من الدماء فقط لا غير
التوقيع / هيئة الأمم المنتحرة
الشيك الثالث
يصرف لصالح / ابناء الشهداء واليتامى والفقراء
مبلغ / تراب وماء ورغيف كل مساء
التوقيع / مجلس الرمة العربية
الشيك الرابع
يصرف لصالح / النمو والازدهار وتنمية الشعوب
مبلغ / ما تبقى في الخزائن والجيوب
التوقيع / رابطة المال السائب يعلم السرقة
علمت انني قد وصلت الى بورصة العالم الثالث .. اخذت اتطلع وابحث عن من يدلني الى وجهتي فالكل منشغل هذا يبيع وطنه وذاك يبيع كرامة وطنه واخرون يبيعون كل ما ارتبط بانسانية الشعوب وحقها المضمون بالعيش وتقرير المصير .. لم أجد الا رجل عجوز توجهت اليه ولكنه لم يتحرك لوحت بيدي أمام عينيه ولم ترمش عيناه صحت فيه ولم يسمع .. كان كالحجر لا ينطق ولا يتحرك .. ثم انتبهت الى صدره وقد علق لوحة كتب فيها
(ارجوا عدم ازعاج الضمير )
وتحت هذه الجملة وفي حضن الرجل وجدت صندوقا فيه اوراق .. مكتوب على غطاء الصندوق .. خذ خريطة وكن مرشد نفسك في مهذا المبنى .. وكتب على كل خريطة كيف تدل طريقك في عالم الجهل والضلالة ..
قرأت ووجدت أن مهب الريح هو في آخر الأدوار كالقبو ليس له مدخل الا سلم مهتريء الادراج .. نزلته بحذر .. حتى وصلت الى غرفة كتب عليها .دائرة الأرشيف مغلقة بسبب عدم القدرة على الاستيعاب .. وبجانب هذه الغرفة لوحة تشير الى انني قد وصلت الى وجهتي … من هنا مهب الريح
دخلت الغرفة وعلى احد جدران الغرفة كتب هنا هامش التفكير اليومي للعرب والمسلمين
وكنت ما ازال اسمع الاصوات
لا جديد لا جديد
اخرس اخرس
متى انتم قادمون ..
تلمست الجدران فأضات النور وكان قابسا يحمل اسم(كَـمَـا تَـكُـونُـوا يُـولَّـى عَـلَـيْـكُـم )
ولان الجو كان حارا جدا اشغلت جهاز التكييف وكان من ماركة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
عرفت ان مهب الريح هو حيث نجعل للتفكير هامشا نهرب اليه وحيث نفقد القدرة على ان نمد ايدينا الى حيث قوابس التغيير ..
وشكرا لكم
Archived By: Crazy SEO .
” الساخر كوم ”
جلست أمام التلفاز ذات يوم ، ووجدت نفسي أقلب على القنوات الفضائية أشاهد كل قناة ومافيها ؛ دون البحث عن شيء معين ، فقد إطلاع سريع على كل ما في قنوات العالم بجميع اللغات ؛ لست بذلك اللغوي لست أفهم كل لغات العالم؛ ولكن قد يفهم الانسان بالايحاء ومراقبة المتحدثين بعض ما يجري .. وخدمة الصور تتيح أيضا للشخص فرصة كبيرة لمعرفة بعض ما يتضمنه مضمون الحديث .
برامج الحوار والنقاش… برامج الأسئلة والمسابقات … البرامج التاريخية والوثائق .. برامج تفسير الأحلام على الهواء مباشرة .. الأبراج والحظ … برامج منوعة يكون للمتصلين والمستفسرين مشاركات متنوعة ومباشرة …
إن الإعلام الفضائي أصبح وسيلة واسعة الانتشار .. تتميز عن الجرائد والمجلات .. بسهولة المتابعة .. بالتفاعل السريع .. بجذب الأنظار .. كلها أمور تجعل البث المرئي يقف بقوة متصدرا على قائمة وسائل النشر الإعلامي ..
بدات اخفف سرعة التنقل بين المحطات .. ومتابعة ما أستطيع فهمه .. وكان هناك ما يكفي لجعلي مشغولا بالمتابعة لمدة اربع وعشرين ساعة متواصلة علىالقنوات العربية وحدها ..
وفي جهاد متواصل مع الوساوس والشكوك .. تجسد لي الشيطان في أحد زوايا الغرفة .. وكأنه لا يراني .. أو انني انتقلت من بعد الى بعد آخر .. فاصبحت أراه .. وحين أقول الشيطان فاعني إبليس شخصيا .. وليس احد جنوده ..
كان مبتسما سعيدا ويمسك بالريموت … ولا اعتقد ان الشيطان يعجز عن استخدام وسائل التكنلوجيا الحديثة ..
على غير ما قد يتوقع الجميع .. فهو لم يمر أبدا بأي قناة تبيع الدعارة او الفساد .. بل كان اهتمامه واضحا بنفس تلك البرامج التي شدت انتباهي .. ولعل تفكيري كاملا كان عبارة عن وساوس شيطانية …
برنامج تاريخي عن الاحتلال اليهودي … ارى ويرى الشيطان كيف يوجد اختلاف في سرد بعض التفاصيل الصغيرة وادخالها ضمن مضمون وسياق البرنامج .. فالتواريخ والاحداث الكبيرة تم الاتفاق عليها .. ولكن هناك اجزاء خفية لم يعلمها الا من كان حاضرا.. وكل شخص وصفها بوجهة نظره .. فكان كل كاتب او معد لسيناريو وثائقي يضع بصمته الخاصة في ذلك البرنامج او ذاك .. مع بعض الاضافات الصغيرة التي تجعل مبدأه او انتمائه الخاص او بعض من افكاره السوداء تبدو منسجمة مع بقية الاحداث المنجرفة بقوة نحو عقل المشاهد الذي يعتقد ان الثقافة هي معرفة التاريخ .. ولو كان الأمر كذلك فليس هناك من هو أكثر ثقافة من الشيطان .. الذي كان حاضرا في كل عصور البشرية جميعا …
اخرج الشيطان من جيبه هاتفه المحمول واتصل باحد اعوانه … يبدو ان تلك المحطة قد ادت واجبها كما يجب .. اذهب الان الى مخرج تلك المحطة واجعله يعارض هذا البرنامج ويعارض بعض مما جاء في هذا اليوم.. واجعله يضع بعض الدعايات الخاصة بالمرأة وعطورها وادوات التجميل بين فواصل البرنامج .. فبدل ان يقول المعلق على البرنامج ( حائط البراق ) يقول ( حائط المبكى ) .. شيء بسيط ولكنه يمر مرور الكرام… كان المجاهدون يناضلون عن عروبتهم .. ( وين راح الاسلام يا ابو الشباب ) …
يعود الشيطان ويغير الى قناة أخرى … برنامج حواري يجلس فيه شخصان متحفزان وكل واحد منهم قد كدس بجانبه العديد من الأوراق ( مظاهر !! انا مثقف وعندي دلائل واثباتات)… المذيع او المدير للحوار في النصف او على احد اطراف الطاولة .. في كل مرة يقول جائني فاكس جائني فاكس ( مع ان الهاتف مشغول طوال اليوم ) … وفي كل مرة يقول جائني فاكس كان الشيطان يحدث احدهم ويوصيه بأن يوسوس الى ذلك العالم او ذلك المؤرخ ليتصل ويشارك او يرسل فاكسا ..او يلهم المذيع بفكرة جديدة ( ما يقفل على نفسه )
تشويش مستمر لبعض الثوابت التي كانت واضحة المعالم جلية للجميع حتى يرى او يسمع ذلك البرنامج او ذلك الحوار …
نعم نعم ان الاسلام قد اوضح وبين ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقال …في الطرف الآخر ولكن هناك حديث آخر يقول ويقول … ان العالم الفلاني قد قال كذا وكذا .. وهذا دليل … يقول الآخر لدي فاكس يقول ان عالمك قد فعل وفعل …. ( تعددت الاسباب والموت واحد )
لدينا اتصال من مشاهد … عفوا انقطع الاتصال ( ركبة ) … عاد الاتصال … ( ترقيع)
ماذا تريد ان تضيف ( كل اناء بما فيه ينضح ).. وكأن هناك شيء ناقص أو غائب عن التاريخ او الدين لكي يكمله ذلك المتصل .. أو كأن الحوار ينقصه بعض نقاط الفبركة والتشويش لكي يضيفها ذلك المتصل الكريم…
ويجلس الجاهل .. فاتحا فمه ( قد يكون انا او انت او هو ) .. وكأنه يتابع مباراة وقد ختار الاقرب لنفسه من المتحاورين .. وينتظر ان يفوز … او يرد .. وهو نفس شعور الجاهل عندما يتابع بحماس مباراة لكرة القدم .. وليس هناك فرق .. لأنه يعتقد ان الحق دائما مع الممثل لانتمائه حتى لو بالاسم واللهجة وليس في الفكر .. فما يهمه الان ان يدخل بعد ذلك الى احد مواقع الحوار والمنتديات ليقول قال الدكتورالفلاني ذات يوم ( لانه انتصر في دوري الكلام )…
والشيطان في كل هذا يضحك ويبتسم .. لأنه في هذه الاثناء يعلم جيدا .. أن احدهم قد اصبح لقمة سائغة لاحد جنوده بعد كل هذا التشويش ( الناس وشت ) .. فبعد ان كان متاكدا ان ذلك الأمر مخالف دخل اليه الشك بانه قد ( يمشي الحال ) …
ليست المشلكة هناك فقط ..
برامج الحوار المفتوح لحل مشاكل الأسر …
ابي ضربني … امي تمنعني من الخروج …. انا تزوجت ثم طلقت ثم تزوجت … اولادي لا استطيع رؤيتهم .. كنت مدمنا .. مازلت مدمنا …. ( برنامج فضائح على الهواء ) والمضحك هنا ايضا انه حتى لو كان البرنامج يختص بمشاكل الأسرة .. يأتي أحدهم ويتصل ليقول ..ان الدولة هي مسؤلة عن مأساتي فلقد كنت احب فتاة ولم اجد عملا ولم اتزوجها ( لو برنامج عالم الحيوان جاب سالفة المهم يسب )… ويكيل السب والشتايم لتلك الدولة ( الأخ معارض وفي نفسه يتصل من امس والخط مشغول ) … او آخر يتصل ليس له علاقة بذلك المجتمع نهائيا … ويقول لقد كنت اعيش هناك وفعلا شاهدت بعض الحالات التي والتي .. وكأن مجتمعه قد انتهت كل مشاكله فاخذ الاخ الكريم يساعد المجتمعات الأخرى في حل مشاكلها .. ( عجزت عن بيتها )
في نفس البرنامج او برنامج مشابه على محطة أخرى … تجلس طبيبة تستقبل مكالمات نسائية في فترة الصباح ( ما عندها عيادة ؟؟).. أو في اغلب الاحيان دكتور .. وطبعا شعارهم لا حياء في العلم .. وتبدأ بشرح تفاصيل مشكلتها الزوجية ومعاشرتها الخاصة .. وذلك الدكتور ينتفخ ليتصدى لحل الاستفسار بنوع من الرجولة لا اجده حريصا على اظهاره لو كان المتصل رجل مثله ( يتمنى لو ان جميع الرجال مصابين بالعقم) .. ويصبح اكثر تفصيلا من السيدة نفسها … والعجيب في الامر ان مكياج المذيعة لا يجعلني اتاكد هل تغير لون ملامحها .. هل احمرت وجنتاها خجلا … لا اعلم فهي كالتمثال ( لا قلب يخاف ولا وجه يستحي ) …..
او برنامج يتعدى كل الوصف .. نحن اليوم يجب ان نعالج مشاكل الشذوذ .. معنا اتصال من شاذ له تاريخ طويل من الشذوذ .. مارايك بالشذوذ … يجيب هذا حقي وطبيعتي ( يا بطل !! أجل مآخذ موقف ولديك قناعات )… يسمع ذلك الشخص على الطرف الآخر من التلفاز ويمد براطمه … ويقول مسكين شاذ ( الله يشفيه ولا يبلانا ) .. او تتصل فتاة أخرى وتقول انا شاذة ( يافرحة اهلك فيك ) … او يتصل آخر صوته حزين .. ابي كان السبب .. المدرس كان السبب … ( اجل ليه عينك مكسورة ؟؟؟ )…
ومازال الشيطان في كل مرة يجد ان العمل يجري على قدم وساق في كل برنامج .. وفي يده الأخرى يمسك بالهاتف المحمول يتصل ويوجه جنوده …
في مكان آخر يخرج علي شخص انكر وجهه وحديثه وشكله .. وكأنه أحدب نوتردام … ويقول لفتاة اتصلت به .. ضعي يدك على التلفاز…( يمكن وضعت رجلها ) لا يهم. رجل؛ يد؛ يسرى؛ او يمنى ؛؛ لكي اعرف ماهو مستقبلك (ل وتعرف المستقبل ماكان هذا وجهك )اهم شيء التحليل
والعجيب في ألامر .. ان كل التحليلات بعد ان جمعتها وسمعتها .. هي تبدأ بانك شخص تعاني ( غريبة كل المتصلين يعانون ) .. ومن ثم انت شخص سيكون لك حظ سعيد فلا تحزن( اكيد لان الخاتم سعره فوق الخمسمائة دولار ) . وكأنه قد ( جاب التايهة ) لديك ماشكل عائلية ( ومن يخلو .؟) وا بالاصح لو لم يكن لديه مشاكل لما اتصل اساسا ….
وفي المقابل .. أجد احدهم قد بدأ يأخذ قصص الناس في مناماتهم واضغاث احلامهم .. ويضعها على طاولة التحليل .. فمرة يتاجهل شروط التفسير ويدخل في علم النفس والعقل الباطن .. وارى الشيطان قد اخذ بالضحك عندما اتصل احدهم وقال رأيت نفسي آكل كثيرا .. فيرد عليه الآخ لقد نمت واانت جوعان ( نام خفيف وتحسف).. او يتصل طفل فيقول شاهدت نفسي اموت بطلقة رصاصة .. فيعود الى التفسير الجائز ويفسر الحلم تفسيرا كامل … هناك من يتكلم في ظهرك ويغتابك ( نعم زميله يقول انه ما يحبه ما خلاه يلعب معاه ) .. وكأنني أرى الشيطان قد اتصل على احدهم وقال اجعل ذلك الفتى يخرج من لعبة البلاي ستيشن خسران (Game Over) فنام الصغير وهو يرى نفسه يقتله وحش اللعبة ….
وكل ذلك يهون .. عندما ترمي بعدة ريالات (اتصل الأن واربح _هو_.. الفاعل ضمير يعود لشركة الاتصال ) لتجرب حظك في مبلغ يفوق الخيال ( كل ما فاق الالف خيال ؟؟شعب طفران ) … فيأتي أحدهم ويقول سأتبرع بها (ايه هين!! لا تحسدوني ) … انه عمل انساني او رباني .. هنا نحيل التساؤل الى برنامج آخر
برنامج يناقش العلاقة بين الانسانية والدين وهل بينهما تعارض …
مازلت ارى الشيطان يحرك الريموت وازرار جهازه قد رسم عليها وجوها تظهر عليها ملامح الغباء … او وجوها لرؤساء وعلماء ( وفي اغلبها نفس الاشكال لنفس الشخص ) … بحسب الحاجة…
كم تمنيت ان اسرق شريحة هاتفه المحمول لعلي اجد فيها كل من اراه على التلفاز يناقش بغير علم .. او يحاول ان يدلس على الناس في امور دينهم ودنياهم… ولعلي اجد في جهازه ارقام قرناء الرؤساء والزعماء لدول واحزاب .. او جماعات او مؤسسات …. تلك الشريحة ثمينة جدا …
تمنيت ان خيالي الغريب حقيقة فاخذ الريموت واخرج منه بطارياته ..
او آخذ شريحة هاتفه فاحرقها او اغير رقمها السري ..
ان الشر لا يظهر دائما جليا لكي نغمض اعيننا ونصم اذاننا .. بل يأتي بصور مختلفة نجد فيها بعض الجاذبية… ( كمن صب سما وسط الدسم ) …
وقبل ان تحطموا .. اجهزة التلفاز .. هل العيب فيه ام فينا … هل المستمع حين يسمع او الرأئي حين يرى … يجد نفسه مغلوبا على أمره في تصديق ما يراه أو يسمعه … ان كان الشيطان يمسك بريموت اولئك .. فمن يسمك بريموتاتنا نحن …؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت تلك احدى شطحاتي
شكرا
Archived By: Crazy SEO .