” الساخر كوم ”
الماء لم يكن باردا في هذا الصباح . يبدو ان صيف هذه السنة شديد لدرجة انه لم يعد يسمح للصباح يمارس عادته على خزانات المياه . اقفل الصنبور ثم نظر الى علامته التاجية . هل هي زرقاء أم حمراء …؟
–
زرقاء
–
لم يخطيء ولكنه افتقد ذلك الشعور الذي تعود عليه كل صباح . افتقد تلك الارتعاشة التي تجفل لها اجفانه فتنغلق على عينيه لا اراديا . افتقد تلك القشعريرة التي تسري في جسمه منتقلة من وجهه ويديه الى بقية انحاء جسمه . لاحظ ان قدميه لا تتقافز وكانه يجري في مكانه يسابق كل تلك البرودة لينهي فرك وجهه وهالاته السوداء التي طبعتها احلامه وكوابيسه الدائمة . تلك الاحلام التي تنكرها ذاكرته ولا تستجمع منها شيئا . ولا يبقى منها الا تجاعيد الحزن والأستياء على وجنتيه . يتذكر ذلك القول الذي لم يعد ينطبق عليه ( الانسان حيوان حالم ) .. يبدو ان حتى انسانيته اليوم انكشفت حقيقتها .
وكأنه استيقظ لاول مرة من غيبوبة دامت بعمره . بدا له كل ما حوله مختلفا . تلك الصابونة لها رائحة منعشة . كم يفتقد الانسان حواسه بحكم التكرار والتعود . حتى انوار هذا الحمام تبدو واضحة وشديدة .
خرج ولبس ملابسه التي شعر بانها جديدة رغم قدمها المعلن بشقوقها وازرارها المختلفة الألوان .
كل شيء مختلف . كل شيء يبدو واضحا جدا . يسأل نفسه : ( هل مازلت نائما ام انني لاول مرة استيقظ ) . ينظر الى ساعته كيف تتحرك عقاربها ويسمع حركة الزنبرك في داخلها .
لماذا كل هذا الهدوء يسود عالمي …؟
لماذا تثير امتعاضه كل تلك الفوضى والقذارة المنتشرة في ارجاء غرفته .؟
ينظر الى نفسه في المرآة . هو نفس الشخص ولكنه ليس نفس المكان وليس نفس الزمان ..؟
يكاد يجزم بان الارض توقفت عن الدوران ..؟
يتجاهل كل علامات الجنون التي بدأت اصدائها تتردد في جوف عقله الذي اصبح يشير بأنه خالي وخفيف جدا ..؟
اين ذهب صداعه اليومي ..؟
لا بأس .. يهز كتفيه ويخرج من غرفته الى المطبخ
سأشرب فنجان قهوتي حتى لو لم يكن هناك صداع . فمن يدري ربما يباغتني في وقت آخر خلال هذا النهار ..!
هنا ايضا في المطبخ يشعر بأن حواسه شديدة .رائحة القهوة عابقة والخبز رائحته شهية .
يتناولها وهو يطبع على وجهه الصلد ابتسامة تجعل من فمه غريبا بين بقية ملامحه ..
يمشي ببطيء
يرتشف قهوته بهدوء
شعور جميل جديد ليوم مختلف
هل يدفع نفسه الى التفاؤل
هل هي علامات تحقق ما يطمح اليه
لا يدري كل ما يعرفه ان نفسه المستكينة تتشح باحلى طمأنينة كان آخر مرة شعر بها عندما كان طفلا في حضن أمه لا يحمل من هم هذه الدنيا الا متى وجبته القادمة ..
ينظر الى ذلك الملف الموجود فوق خزانة التلفاز .
يبدو مرميا باهمال واطراف الاوراق تخرج منه تكاد تسقط على الارض .
كيف حدث هذا ..؟
يومه الجديد والمختلف محى من ذاكرته كل تفاصيل يومه السابق .
يحاول تذكر كيف اتى الى المنزل .
متى..؟
ماذا فعل ..؟
لا يتذكر شيئا ..؟
يمد يديه بهدوء فائق ويمسك بالملف وينتقل بمشية بطيئة وهو ينظر اليه بتمعن . ليضعه على الطاولة في وسط الصالة . ويجلس امامه يضع رجلا على رجل . كل الامور في نفسه تبدو على ما يرام .
ينظر الى الملف
اخضر علاقي
يفتحه وينظر الى اول شيء يصادفه
صورة شمسية 4 في 6 ابيض واسود
يبتسم عندما ينظر الى وجهه في تلك الصورة كيف يبدو غريبا عليه . قبل قليل كان ينظر في المرآة الى شخص مختلف .
يجول بعينه في ذلك النموذج المليء بالاختام والتي كان أحدها على صورته . فكان الحبر على اطراف ذقنه تدل على لحية خفيفة .
يفكر للحظة …( ربما ) ساترك لحيتي تنمو لتكون اكثر شبها بالصورة.
يبتسم بسخرية على تلك الفكرة . كيف اصبح الآن يريد التشبه بصورته . بدل ان تتشبه به هي .
ينزل بعينيه من فوق حافة فنجان القهوة الكبير الذي يرفعه الى فمه في نفس اللحظة ليرتشف ما تبقى في قعره البعيد .
ليقرأ اسما يشبه اسمه ..
الطالب : صالح
–
زرقاء
–
لم يخطيء ولكنه افتقد ذلك الشعور الذي تعود عليه كل صباح . افتقد تلك الارتعاشة التي تجفل لها اجفانه فتنغلق على عينيه لا اراديا . افتقد تلك القشعريرة التي تسري في جسمه منتقلة من وجهه ويديه الى بقية انحاء جسمه . لاحظ ان قدميه لا تتقافز وكانه يجري في مكانه يسابق كل تلك البرودة لينهي فرك وجهه وهالاته السوداء التي طبعتها احلامه وكوابيسه الدائمة . تلك الاحلام التي تنكرها ذاكرته ولا تستجمع منها شيئا . ولا يبقى منها الا تجاعيد الحزن والأستياء على وجنتيه . يتذكر ذلك القول الذي لم يعد ينطبق عليه ( الانسان حيوان حالم ) .. يبدو ان حتى انسانيته اليوم انكشفت حقيقتها .
وكأنه استيقظ لاول مرة من غيبوبة دامت بعمره . بدا له كل ما حوله مختلفا . تلك الصابونة لها رائحة منعشة . كم يفتقد الانسان حواسه بحكم التكرار والتعود . حتى انوار هذا الحمام تبدو واضحة وشديدة .
خرج ولبس ملابسه التي شعر بانها جديدة رغم قدمها المعلن بشقوقها وازرارها المختلفة الألوان .
كل شيء مختلف . كل شيء يبدو واضحا جدا . يسأل نفسه : ( هل مازلت نائما ام انني لاول مرة استيقظ ) . ينظر الى ساعته كيف تتحرك عقاربها ويسمع حركة الزنبرك في داخلها .
لماذا كل هذا الهدوء يسود عالمي …؟
لماذا تثير امتعاضه كل تلك الفوضى والقذارة المنتشرة في ارجاء غرفته .؟
ينظر الى نفسه في المرآة . هو نفس الشخص ولكنه ليس نفس المكان وليس نفس الزمان ..؟
يكاد يجزم بان الارض توقفت عن الدوران ..؟
يتجاهل كل علامات الجنون التي بدأت اصدائها تتردد في جوف عقله الذي اصبح يشير بأنه خالي وخفيف جدا ..؟
اين ذهب صداعه اليومي ..؟
لا بأس .. يهز كتفيه ويخرج من غرفته الى المطبخ
سأشرب فنجان قهوتي حتى لو لم يكن هناك صداع . فمن يدري ربما يباغتني في وقت آخر خلال هذا النهار ..!
هنا ايضا في المطبخ يشعر بأن حواسه شديدة .رائحة القهوة عابقة والخبز رائحته شهية .
يتناولها وهو يطبع على وجهه الصلد ابتسامة تجعل من فمه غريبا بين بقية ملامحه ..
يمشي ببطيء
يرتشف قهوته بهدوء
شعور جميل جديد ليوم مختلف
هل يدفع نفسه الى التفاؤل
هل هي علامات تحقق ما يطمح اليه
لا يدري كل ما يعرفه ان نفسه المستكينة تتشح باحلى طمأنينة كان آخر مرة شعر بها عندما كان طفلا في حضن أمه لا يحمل من هم هذه الدنيا الا متى وجبته القادمة ..
ينظر الى ذلك الملف الموجود فوق خزانة التلفاز .
يبدو مرميا باهمال واطراف الاوراق تخرج منه تكاد تسقط على الارض .
كيف حدث هذا ..؟
يومه الجديد والمختلف محى من ذاكرته كل تفاصيل يومه السابق .
يحاول تذكر كيف اتى الى المنزل .
متى..؟
ماذا فعل ..؟
لا يتذكر شيئا ..؟
يمد يديه بهدوء فائق ويمسك بالملف وينتقل بمشية بطيئة وهو ينظر اليه بتمعن . ليضعه على الطاولة في وسط الصالة . ويجلس امامه يضع رجلا على رجل . كل الامور في نفسه تبدو على ما يرام .
ينظر الى الملف
اخضر علاقي
يفتحه وينظر الى اول شيء يصادفه
صورة شمسية 4 في 6 ابيض واسود
يبتسم عندما ينظر الى وجهه في تلك الصورة كيف يبدو غريبا عليه . قبل قليل كان ينظر في المرآة الى شخص مختلف .
يجول بعينه في ذلك النموذج المليء بالاختام والتي كان أحدها على صورته . فكان الحبر على اطراف ذقنه تدل على لحية خفيفة .
يفكر للحظة …( ربما ) ساترك لحيتي تنمو لتكون اكثر شبها بالصورة.
يبتسم بسخرية على تلك الفكرة . كيف اصبح الآن يريد التشبه بصورته . بدل ان تتشبه به هي .
ينزل بعينيه من فوق حافة فنجان القهوة الكبير الذي يرفعه الى فمه في نفس اللحظة ليرتشف ما تبقى في قعره البعيد .
ليقرأ اسما يشبه اسمه ..
الطالب : صالح
.
.
.
يتبع
الى اللقاء
إبراهيم سنان
Archived By: Crazy SEO .
0 التعليقات
إرسال تعليق