” الساخر كوم ”
وقد يقرأها آخرون بمعنى ألّف بتشديد اللام بمعنى اختلاق قصة شكوى .
ولكن بين ذاك وذاك . أجد نفسي ملزما باتباع تراث اصبح مسجلا للعرب وهو في اصله شرقي لا عروبة فيه .
ألف ليلة وليلة . ولو انهم قالوا ألف ليلى وليلى . لقلت : نعم ؛ فلقد اشتهر شعراء العرب وفطاحلتهم بأن لكل منهم ليلى . فكانوا ألف شاعر وألف ليلى .
إلا ليلى واحدة مازال أحدهم ينصبها أمامه ويغني عليها الليل يا ليلى يعاتبني . تلك الليلى التي مازالت مريضة واحزن لقول الشاعر يا ليتني كنت الطبيب المداوي .
وأي ليلى أقصد؟ ليلى العراق وكم من ليلى الآن مريضة في بغداد فمن من الشعراء تمنى أن يكون لها الطبيب .
بالنسبة لي فأنا أحب حنان لذلك متى علمت أنها مرضت سأتمنى أن أعالجها ، حنان العلاقة الهارمونية المنسجمة مع مصالحي وأما ليلى فأقول لها بيت من الشعر ردا على قصيدة حبيبها العربي الباسل الذي لم يعد حتى لأحفاده وجود :
يقولون ليلى في العراق مريضة —– ألا ليتها ماتت فراحت واستراحت
عجيب ما أقول أليس كذلك ؟ ولكنه ليس أعجب من حال العرب اليوم فمنزلها ووطنها مريض ودوائه معلق بألف شكوى مقدمة عليها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمم المنتحرة ، نعم ببقائها هناك تحت مطارق الفيتو . وكأنني أتخيل مسمار جحا يضرب في جدار الخليج بالفيتو في كل مرة يتزحزح من مكانه .
وكلن يغني على ليلاه. ذلك هو الاقتراح
ولكن الحقيقة المرة أن النهار لا يحسب في قصص الملوك والسلاطين . لذلك كانت ليلة وليست ليلى . فمصاصي الدماء في أسطورة الأمير الألماني وفي رواية أخرى نمساوي _ ولا فرق فحتى هتلر قاد ألمانيا ومازالت الروايات تقول أنه نمساوي _ دراكولا مصاص الدماء !! كانت فكرة امتصاص الدماء نتيجة حالة مرضية لرجل مسكين ينقصه بروتين في الدم وكان يحب أن يشرب الدماء . فكانت أسطورة عن شخص شرير يشرب الدماء إشباعا لرغبات شيطانية . والحقيقة انهم اصبحوا يشربون دماء الشعوب لقل البروتين في العقل . ولماذا لا يخرج إلا ليلا وكأنه خفاش أو طائرة أبا تشي مزودة بالأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية وكلها ألوان تزين ليالي الأنس العربية في فنادق الغرب .
إذن ما بين ليلة وليلى كانت القصص تسرد . والعجيب في الأمر أن شهريار ما كان ليتذكر كلمة واحدة وشهرزاد على سريره متزينة بحرائر تبدي منها الأثداء غارزة والأرداف راكزة . قصص تثير حتى العنين وتجعله يعيش رجولته بين الأوراق ، فمن يقرأ جداول الأعمال في القمم العربية وقرارات الإدانة والشجب والاستنكار يعيش فحولته العربية على الورق .
وفي الأمر خيانة فلقد كان الكاتب تحت السرير . وإما انه كان يمد لشهرزاد بأوراقه أو أن كان يكتب ورائها . ولكن اعتقد أن النساء لدينا اليوم يسردن مليون ليلة وليلة . فلا عجب أن سردت إحداهن ألف فقط في زمان غير هذا . فمن الخائن الذي يجلس تحت طاولات الحكم ليملي على من فوقها أقواله . ولكن اعتقد انه اصبح أيضا الرجال ينازعون النساء فنون الحديث وسرد القصص .
وفي الكلام أجد أن الجميع الآن اصبح قادرا على قول ألف شكوى ولو سألته عن حلول سيعطيك اقتراح واحد .
لماذا إذن ؟إن الإنسان تعود منذ أن يولد أن يصرخ ويبكي دون أن يعلم سبب بكاءه وصراخه .وكان الأطباء والحكماء هم من يصف للناس أسباب آلامهم . وكان الحكماء والأطباء في عصورهم فلاسفة أيضا حاربوا الديكتاتورية وفكروا بالجمهوريات والديمقراطية . واليوم اعتزل المفكرون الطب فلم تعد لديهم إنسانية يخرجون الأفكار دون علم بمعاني الألم وشعور اقتراب الأجل .
لا علينا ولكن حقيقة الموضوع أن الشكاوي أصبحت عادة أخاف أن تصبح مع مرور الوقت وحين تقدم لأصحاب العمر الطويل عبادة. وأما الاقتراحات فهي على استحياء تخرج مرة أو مرتين في مجلس أو جريدة . وبعض الحوارات في التلفاز تخرج منها بأكياس من الشكاوي مع فكرة واحدة تقترح وتستجدي الاستماع لمن بيده حق التنفيذ . السلطات التنفيذية تظل صامتة تنظر إلى التشريعية . وكأنك في بوفيه مفتوح في فندق خمس نجوم تحتار لكثرة السلطات التي لا علاقة لها بالطبق الرئيسي
ولكم الآن أن تقرروا هل ما قصدت تأليف شكوى أم تعداد للشكوى . وأما الاقتراح فهو واحد سواء عليكم ألفتوه أم لم يألفكم .
Archived By: Crazy SEO .
0 التعليقات
إرسال تعليق