| 0 التعليقات ]

” الساخر كوم ”

أصبحت البساطة عبئا على المثقفين ، لأن هذه الصفة (الثقافة) تغيرت الى معنى الجدل العقيم واستخدام الترف اللغوي في غير مواضعه . ويأتي من وراء اكوام الكتب شخص حفظ حديث وآية . فيضعها في غير موضعها وينسقها حيثما وافق سجعه ولفظه. وكأنه يغني ويحرف . وما كنت لأستشهد بآية او حديث إلا مجبراً او موضحا . او محترما لما أضع خارج الأقواس أو علامات التنصيص …

كأن المهرطقين وهي صفة ظهرت في زمن الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والصوفية منهم وفيهم .. والمتكلمون يغيرون المعنى عن مواضعه ويلبسون على العقول البسيطة المفاهيم الواضحة. ويدعون ان زخرف الحديث هو استشهاد لقوة ما يقصدون .. فكانت فخامة دون فحوى..

فهم أصبحوا يكررون الثوابت بغير ما سمعناه حتى القرآن الكريم والحديث الشريف لم يسلم منهم .. فلا يبدأون باسم الله ولا يذكرون تواتر وسند ولا يسبحون .. فاباحوا لانفسهم ما كان الشعراء له يتجنبون .. فبدلوا وغيروا ليجاري سفسطائيتهم . وكانهم يفعلون ما فعله المزخرفين للمساجد . يبهرون الناس بالرسم ولا يعرف أحدهم ماهو المكتوب .. فيخشعون تاملا لجمال ما كتب.. وينسون أنهم أمام الله سبحانه وتعالى..

تلك احاديثهم وكتاباتهم… ومن أمثلتها التلحين ليصبح مبهرا ملذذاً للسامعين .. فيقول أحدهم :

لو تعلمون وتفهمون ما يحتوي المضمون لأدركتم انكم غافلون ، وأصبحتم لغير ربكم مناساقون. فويل لكم أيها الباغون المنافقون . اكان لكم في امركم رشدا .. ام في خياركم سدداً . فما أنتم بباقون أمداً .. اتقوا الله فلا تعرف نفساً ماذا تكسب غدا ..

كان ذاك مثال

فماذا خرجنا منه . لقد وصف الناس بغير حجة ولم يبين لنا سبب الوصف وما غاية الحديث . فقط ادرج ما اراد ليجعل القاريء يتراقص مع الكلمات.. وكأنها الطرق الصوفية .. الله حي الله حي .. وشيء من البخور .. والدوران وهز الرؤوس .. والذي يحدث أنه لا خشوع ولا راحة ولا تأمل فقط هستيريا ثم هلوسة.. متعبة يشعر بعدها الشخص بأنه مرهق كأنه ادى مجهود رياضي .. ويعتقد أن ذلك كان من الايمان..

وهذا ليس ببعيد عن ما أراه في بعض الاركان هنا وهناك .. تلحين وادراج لنصوص كريمة واحاديث شريفة.. يغير صاحبها ما شاء منها ليتناسق مع حديثه .. ويصبح متناغما وكأنه يتلقى الوحي او كأن لديه شياطين شعر..

لا أعلم هل ذهب منا التفكير والتدقيق لكي ننخدع بهذه الكتابات .. لقد أصبحنا كمن بهرته الانوار والبهرجة الزائفة حول بعض الاحاديث فخاف ان يسأل فيقال عنه غبي او غير فاهم وخاف ان يناقش فيقال له هذا كلام أكبر منك…

انها لغة سهلة .. لغة نزل بها القرآن الكريم على نبي أمي عليه أفضل الصلاة والسلام.. قبل ان تمجدوا احدهم او تصفقوا له .. حاولوا رؤية ما بين السطور أي فحش اقترف في حق الكتاب والسنة.. اي تحريف مس به الدين .. خسارة ما حفظه من كتاب الله ومن شرائع الدين الفقه والحديث لقد ذهبت في احاديث سمجة .. لقد استغل معرفته في غير موضعها … هل نبكي ام نضحك على بعض الكتابات هل نهلل ونقول الله أكبر أم نصفر ونقول عظمة على عظمة يا ست.. لم نعد نميز هل هو حديث تحفه الملائكة تذكر فيه الايات والاحاديث .. ام مهرجان غنائي لاحد المطربين وهو يغني باحد سور القرآن الكريم…

ان لم نكن نراه فانا اعلم تمام العلم انه يهز راسه وهو يكتب وان من قرأ وصفق كان يهز رأسه منسجما مع كلام لم يفهمه…

انها اعادة لزمان حاربه ائمة صالحين .. تكرار لحضارة اخرجت لنا ما نراه الان من فرق ضالة… هل نعيد ما حدث .. هل نتسابق على التجمع حول كل مدعي يرمي بثقافته في كل مكان ويزخرف احاديثه وينقشها ويلونها …هل هذا جهل منا.. هل هي مجاملات . ارجوا ان لا تكون ذاك او ذاك

شكرا لكم

إبراهيم سنان

Archived By: Crazy SEO .

0 التعليقات

إرسال تعليق